بر الوالدين البرّ في اللغة يعني الخير، وبرّ الوالدين معناه طاعتهما، وإظهار المودة، والحب، والاحترام لهما، ومساعدتهما، وفعل الخيرات لهما، ويعدّ برّ الوالدين من أفضل الأعمال عند الله، وهي من أسباب كسب الثواب، والحصول على الحسنات، والفوز بالجنة، وقد ربط الله رضاه برضا الوالدين، وسخطه بسخطهما، وقد جعل الجنة تحت أقدامهما، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [ البقرة: 23]، وفي هذا المقال سنعرض لكم ثمار برّ الوالدين.
ثمار بر الوالدين - التقرب من الله عزّ وجل: تتعدد الأعمال الصالحة بتفاوت درجاتها وفضلها، وهي جميعها تقرب إلى الله، ويعتبر برّ الوالدين من أحب هذه الأعمال إلى الله، قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [النساء:36]، وقد جعله الله من الطرق التي توصل إلى نيل رضاه، ونيل الثواب العظيم الذي أعده الله في الجنة، فقد جعل الله خدمة الوالدين، ورعايتهما، عند كبرهما، سبباً في دخول الجنة.
- قبول الأعمال: إذا كان الإنسان باراً بوالديه، كان عمله مقبولاً عند الله، وإذا قبل الله عمله نفعه الله به في الدنيا، والآخرة.
- إجابة الدعاء: جعل الله لبار الوالدين دعوة مستجابة، لا ترد.
- كفارة للذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان.
- ثواب بر الوالدين، كثواب الجهاد في سبيل الله.
- منجاة من مصائب الدنيا، وتفريج الكربات، والشدائد، وذهاب الهموم، والغموم، والحزن، ومن ذلك ما ورد في قصة أصحاب الغار، حيث كان أحدهم باراً بوالديه، فكان يقدمهما على زوجته وأولاده.
- البركة في الأرزاق، والأعمار، حيث يرزقه الله بالذرية الصالحة، التي ترفع ذكره، وتدعوا له من بعد موته، إذا أن الشخص البار بوالديه، يبره أبناءه، وأحفاده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر) [ صحيح الترغيب]، والمقصود بزيادة العمر هو نفي الآفات عن صاحب البرّ في بدنه، وعقله، وأهله، وماله.
- دفع الله عنه مِيتة السوء.
- زرع محبّة الإنسان البارّ في قلوب أهله، وجيرانه، ويجعل الله له لسان صدق وموضع ثناء وحمد بين الناس، فيرتفع ذكره ويشتهر فضله في حياته وبعد مماته.
صور البر بالوالدين - إطعامهما، وكسوتهما، وعلاجهما، ودفع الأذى عنهما.
- احترامهما، وتوقيرهما.
- طلب رضاهما في غير معصية.
- إجابة ندائهما، بوجه مبتسم، وتلبية حاجاتهما بصدر رحب، وعن طيب خاطر.
- صلة رحمهما، وإكرام رفاقهما، وخدمة ضيوفيهما.
- الحرص على إطعامهما قبل تناول الطعام، وتجنّب المشي أمامهما.
- الجلوس معهما، والحديث إليهما، والسلام عليهما، وتقبيلهما.
- الصدقة عنهما، والدعاء والاستغفار لهما، والحج والعمرة عنهما، ووفاء النذور عنهما، وتنفيذ وصاياهما بعد موتهما.