توزيع السكان فى مصر

توزيع السكان فى مصر

تعتبر مصر من الدول الكبيرة في المساحة في الوطن العربي، وتعتبر أيضًا من الدول المرتفعة في نسبة عدد سكانها بنسبة كبيرة جدًا، وهذا يدفع بالمصريين للبحث في سبب الكثافة السكانية العامة التي تدلل في المؤشرات الأخيرة إلى وجود 100 مليون نسمة من الناس يعيشون داخل مصر.

بالنظر إلى جغرافية مصر، تعتبر مصر قطر صحراوي بشكلها العامة، يقطعه نهر النيل الذي قام بإنتاج الوادي والدلتا التي تتركز الناس بالقرب منه لقربهم من المياه العذبة سواء كان في مصر القديمة أو مصر اليوم الذي لم يتغير فيها أيّ شيء في شكل توزيع السكان، أو ابتعاده قليلًا عن الوادي والدلتا بشيء يذكر، بل كان دائمًا يزدحم بشكل كبير هناك.

فمن المشاهد أنّ ما نسبته 99.3% من سكان مصر يتركون حول الوادي والدلتا مع أنّ مساحة السهل الفيضي الناتج عن الوادي والدلتا لا يشكل أكثر من 3.5% فقط من مساحة مصر الكلية، ويتوزع الناس فيما بين الدلتا والوادي إلى ما نسبته 42.4% للدلتا، و34.6 للوادي، و22.3% للقاهرة والاسكندرية.

في الصحاري المصرية والتي تشكل معظم مساحة الأرض المصرية بما نسبته تقترب من 95% من المساحة الكلية للأرض، والتي يتواجد فيها فقط 0.7% من عدد السكان الإجمالي؛ ممّا سبّب في مصر مشكلة ازدحام سكانية كبيرة، تبعها عدد من المشكلات الاقتصادية والمتعلقة بالمواصلات وتوزيع الطاقة وخدمات المياه على المناطق، وممّا سبب أيضًا نشر البطالة وتعطيل الأراضي الصالحة للزراعة كأفضل أرض لزراعة القطن، واهمال الأراضي المخصصة للسكن، وهي الأراضي الصحراوية التي لا تصلح مطلقًا للزراعة، فعملية عدم اتخاذها كمساكن، ولا عملية اصلاحها للقيام بزراعتها والانتفاع من خيرها، جعل المصريين في حرج حقيقي من ارتفاع نسبة السكان المتواجدين داخل مصر إلى معضلة ضخمة قد يصعب حلّها فعليًا إذ تراكمت على بعضها البعض في السنوات المقبلة.

فعليًا عندما يقوم الحاسبون بقياس كثافة السكان، فإنهم يقيسون عدد السكان على مساحة الأرض الكلية، وهذا غير دقيق في مصر لأنّ سكانها لا يتوزعون على كل الأراضي، فكان حساب الكثافة الخاصة بهم هي عدد السكان على مساحة الأرض التي يعيشون عليها والتي تشكل نسبة 4% فقط من الأرض.

أمّا على توزع السكان أيضًا من جانب الريف والمدن، فإنّ المصريين الذين يقطنون المدن تشكل كثافتهم 10000 نسمة لكل كم مربع واحد، أمّا في الريف فإن كثافتهم السكنية تبلغ 600 نسمة لكل كم مربع واحد، فبرغم من توفر البيئة المناسبة والجيدة في الأرياف والتي تطل على البحر، إلّا أنّه بسبب التقدم العمراني والتكدس داخل المدن ووجود فرص العمل والاهتمام من قبل السلطات المصرية بالمدن بشكل يفوق الاهتمام الموجه للرعاية بالريف المصري، يتوجه عدد كبير من الناس للعيش في المدن وتفضيلها على الريف، وقد يبدو واضحًا الفرق الشاسع بين كثافة السكان في المدن وكثافتهم في الأرياف، وذلك يعود لكثير من العوامل أهمها: سوء الإدارة السياسية والاقتصادية من الحكومات المصرية المتعاقبة.

المقالات المتعلقة بتوزيع السكان فى مصر