الدولة العثمانيّة تعود الأصول العثمانيّة إلى إحدى القبائل التركيّة التي قدمت من تركستان واستطاع زعماء هذه القبيلة وعلى رأسهم "ارطغرل" التأسيس لنظام دولة، فتوسع نفوذه وعقد الاتفاقيات مع القبائل المجاورة، وطبّق الشريعة الإسلامية في حكمةٍ حتى وصل لمرحلةٍ من القوة أن يعلن حمايته للإسلام والمسلمين في أي مكانٍ، وفتح باب الجهاد في سبيل الله.
حملت الإمبراطورية العثمانيّة راية الإسلام لمدة خمسة قرونٍ تقريباً، كانت في مراحلها الأولى من أقوى دول العالم، واتسعت رقعة أراضيها كثيراً، واستطاعت أن تفتح مناطق في الشرق والغرب فشكّلت إمبراطوريةً واسعةً حتى أصبحت في مراحل لاحقةٍ غير قادرةٍ على ضبط الأمن في ولاياتها البعيدة.
قسّم المؤرخون الخلافة العثمانيّة إلى أربع مراحل هي: مرحلة القوّة والتوسع، ومرحلة الضعف وظهور الفتن، ومرحلة التراجع وانتشار الفساد، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة حكم الجمعيات الاتحادية التركية.
مراحل الدولة العثمانيّة - العصر الأول عصر القوة: وهي مرحلة نشأة الدولة فكانت تحمل راية الإسلام وتحكم بكتاب الله وسنة نبيه فاستطاعت جيوش الدولة فتح الكثير من الأراضي الجديدة ونشر الإسلام فيها، كما تطوّر العلم ونشط العلماء وكثرت الترجمة للكتب الأجنبيّة، فعمّ الرخاء والاستقرار ربوع البلاد، فقد بنيت المدن والضياع وبيوت الجند والقلاع، ويحصر المؤرّخون هذه الفترة بفترة حكم الخلفاء "سليم الأول وابنه سليمان القانوني".
- العصر الثاني عصر الضعف: بدأ عصر الانحطاط للدولة العثمانيّة بعد وفاة سليمان القانونيّ، وبداية تولي سليم الثاني الحكم ومن جاء بعده، فانصرف الحكام عن أمور الحكم إلى اللهو والملذّات، مما أضعف سلطة الحاكم وانفرد الولاة بالحكم في ولاياتهم، وأعلنوا التمرد والمطالبة بالاستقلال عن السلطة المركزية، في الوقت الذي كانت به الدولة العثمانيّة تتراجع كانت أوروبا تتجه نحو النهضة الشاملة.
- العصر الثالث عصر التراجع: استمر تدهور الأوضاع الأمنية في أرجاء الإمبراطورية العثمانيّة حتى أطلق الأوروبيون عليها اسم "الرجل المريض" وكانت أوروبا تعيش عصرها الذهبي فامتلكت من القوة ما شجعها على غزو البلاد الإسلامية.
- العصر الرابع عصر حكم الاتحاديين: خلال هذه المرحلة ظهرت في تركيا جمعياتٌ تنادي بالقومية التركية، وانتهجت سياسة التتريك وتهميش العنصر العربي، فتقلص الامتداد العربي الإسلامي للدولة العثمانيّة، فتضرر العرب من السياسة التركية الجديدة مما مهد لقيام الثورة العربية الكبرى مطالبةً بالحرية والنهضة ووحدة البلاد العربية.
ومما سرّع من سقوط الدولة العثمانيّة دخولها الحرب العالمية الأولى بتحالف مع ألمانيا ضد دول الحلفاء، وبعد هزيمة ألمانيا وحلفائها في هذه الحرب تقسمت أراضي الدولة العثمانيّة بين الدول المنتصرة في الحرب، فزالت الإمبرطورية العثمانيّة ولم يبق منها إلا التاريخ.