تقرير عن العلم والعمل

تقرير عن العلم والعمل

النهضة

النهضة الشاملة هي المطمح الأول الذي يطمح إليه الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى، فهي التي ستساعده على إيجاد ذاته، وتحقيق غاية الله تعالى فيه، وجعله قادراً على التفكر في هذا الكون بعد أن يضمن سد احتياجاته الأساسية؛ جسمية كانت، أم اقتصادية، أم نفسية.

بني العالم المادي على أساسين اثنين، رئيسين، متضافرين، متآزرين هما: العلم، والعمل، فمن يستطيع الاطلاع على عدد من جوانب الحياة المختلفة بشكل متأمل، ومتفحص، فإنه سيجد بشكل واضح أنهما يكملان بعضهما البعض، لذا فقد اهتم كافة المفكرين، والقادة، والرؤساء الذين تركوا بصمات لا تمحى في دولهم بهذين المكونين بشكل لا مثيل له، فنجدهم قد وضعوا الخطط، والبرامج المختلفة التي تساعد على النمو بهما، وتطويرهما من أجل تحقيق السعادة للشعوب، والأمم.

التكامل بين العلم والعمل

يمكن القول باختصار إنّ العمل هو الذي ينتج العلم، وهو الذي يرتقي به، فلا علم دون البحث، والفحص، والدرس، وسهر الليالي، والسير في الأرض، والالتقاء بالآخرين، وتعليمهم، والتعلم منهم، وتبادل الأفكار، والمعلومات معهم؛ فكلّ هذه الأمور وغيرها تندرج تحت مفهوم العمل، ومن هنا يتبين ويتضح أنّ مفهوم العمل أعمق بكثير من المفهوم البسيط المتداول والذي يتضمن فقط قضاء ثماني ساعات أو أكثر في مكان ما غير المنزل، من أجل الحصول على الأموال التي تساعد على سد الاحتياجات الأساسية، وتوفير العيشة الكريمة.

من جهة أخرى فإنّ العلم يؤثّر في العمل هو الآخر، فكلما ارتقت الدولة علمياً انعكس ذلك على طبيعة الأعمال، وعلى المردودات المادية منها، وعلى حجم الاعتناء بالعمال؛ فالعلم يساعد على تنظيم قطاعات العمل، والعمال، كما ويساعد أيضاً على تزويد العمال بالمهارات اللازمة من أجل النجاح، والوصول إلى الغايات، وتحقيق الأهداف.

العلم ومجالات العمل

التقدم العلمي يساعد على تقديم العديد من المخترعات، والحلول التقنية التي عملت بدورها على (أتمتة) نسبة كبيرة من الأعمال، فصار هناك مجال للاستغناء عن العمل اليدوي الذي كان الإنسان يقوم به بنفسه، ولطالما كان هذا الأمر محلّ جدل بين مختلف الجهات؛ ففي حين يرى البعض فيه تدميراً للإنسان، ومحاولة لزيادة الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، فإن هناك من يرى فيه خطوة متقدمة على طريق تحقيق إنسانية الإنسان من خلال تخليصه من العديد من الأعمال التي تمتهن كرامته وإنسانيته، خاصّةً مع ما يواجهه العمال اليوم من أزمات، ومشاكل في العديد من أنحاء العالم، وبشكل يتنافى مع أبسط قواعد التعاملات الإنسانية، والأخلاقية. ولكن ومع كل هذا لا يزال المستقبل ضبابياً فيما يتعلق بهذه الجزئية، فالأمر مرهون بثقافة المجتمعات، وبحجم الإمكانات العلمية والتقنية.

المقالات المتعلقة بتقرير عن العلم والعمل