يُقصد بكلمة البرّ في اللغة أيّ الفضل والخير، من بَرَّ، يَبَرُّ بِرّا، والبارّ هو التقيّ أو الصادق، والبرّّ عكس العقوق، وبرّ الوالدين: أيّ إحسان الطاعة إليهم والرفق بهما، أمّا تعريف برّ الوالدين في الاصطلاح: فهو الاعتناء بأمر الوالدين، والقيام بمصالحهما من حيث خدمتهما، وقضاء الدين عنهما، والنفقة عليهما، وغير ذلك من الأمور الدينية والحياتيّة، فمن حقهما أن يبرّهما أولادهما، بل وجوب مصاحبتهما بالمعروف، حتّى لو كانا كافرَيْنِ، فالبرّ بهما يكون في جميع الأحوال، ودليل ذلك الحديث الشريف: عن أسماء بنت أبي بكر قالت: (قدمتْ عليَّ أمي، وهي مشركةٌ، في عهدِ قريشٍ إذ عاهدهم. فاستفتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ! قدمتْ عليَّ أمي وهي راغبةٌ. أفأَصِلُ أمي؟ قال: " نعم، صِلِي أمكِ)[صحيح مسلم].
برّ الوالدين في الإسلاميعتبرّ برّ الوالدين من أعظم حقوق العباد التي أمر الله عزّ وجل برّعايتها، فقد جعل سبحانه وتعالى البرّ المرتبة الثانية بعد حقه في التوحيد، ودليل ذلك ورود برّّ الوالدين في العديد من المواضع في القرآن الكريم نذكر منها قوله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[البقرة:83].
قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[لقمان:14-15]. تدلّ الآيتين الكريمتين على وجوب برّ الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف والاحسان إليهما، حتّى لو أمروا أولادهما بالشرك بالله، وهذا دليل على عظمة برّ الوالدين عند الله تعالى، فمن يقوم بهذا العمل العظيم ينال الأجر من الله سبحانه وتعالى، ومن عمل غير ذلك فحسابه عند رب العالمين. فضل برّ الوالدينالمقالات المتعلقة بتعريف بر الوالدين لغة واصطلاحاً