بحث عن مصر

مصر

تُعدّ جمهوريّة مصر العربيّة إحدى الدول العابرة للقارات، وتمتدّ من الركن الشماليّ للقارة الإفريقيّة وحتى الركن الجنوبيّ الغربيّ للقارة الآسيويّة، عبر جسر بريّ مُشكل في شبه جزيرة سيناء، وتحدها من الجهة الشماليّة الشرقيّة فلسطين، ومن الجهتين الشرقيّة والجنوبيّة البحر الأحمر، وخليج العقبة، ومن الجهة الغربيّة البلاد الليبيّة، وتنحصر على خط الاستواء بين خطي عرض 22° و32° باتجاه الشمال، وبين خطي طول 25° و35° باتجاه الشرق، وتصل مساحة البلاد الإجماليّة إلى 1010408 كيلومترات مربعة، ويعيش عليها أكثر من تسعين مليون نسمةً، وتمتلك مصر أطول تاريخٍ من أي دولة حديثة أخرى، وذلك لأنّها نشأت في عقبة الألفيّة العاشرة.

التاريخ القديم

يوجد العديد من الأدلة الموجودة على طول النيل من نقوش صخريّة، وواحات صحراويّة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وكان الرعي الجائر سائداً في تلك المناطق خلال عام 8000 قبل الميلاد التي جفّت بسببها الأراضيّ، وأصبحت صحراء بالية، وكانت مصر محطّة تتعايش فيها الجالايات المختلفة لمدّة وصلت لأكثر من ألف سنة.

تأسست أولى الممالك الموحدة المؤسسة في مصر عام 3150 قبل الميلاد على يد الملك مينا، وهي أحد الأسر التي حكمت البلاد لمدة تزيد عن آلاف السنين، وازدهرت الثقافة المصريّة خلال هذه الفترة كثيراً من حيث الدين، والفنون، واللغة، والعادات، وشهدت الفترة الانتقاليّة العديد من الاضطرابات السياسيّة التي استمرت لمدّة مئة وخمسين سنةً، وبلغت هذه الاضطرابات الذروة في عهد الفرعون أمنمحات الثالث، وغزا الهكسوس جزءاً كبيراً من مصر السُفلى في عام 1650 قبل الميلاد، وأسسوا عاصمةً في منطقة زوان.

بدأ عصر الدولة الحديثة مع الأسرة الثامنة عشرة خلال فترة 1550-1070 قبل الميلاد بمناسبة صعود مصر باعتبارها القوة الدوليّة التي توسعت خلال الامتداد لأكبر إمبراطوريّة في الجنوب من تومبس وفي النوبة مع أجزاء من بلاد الشام في الجهة الشرقيّة، وكان من أبرز الحكام الفراعنة الذين حكموا هذه المناطق هم: جن حتشبسوت، وتحتمس الثالث، وأخناتون وزوجته نفرتيتي، وتوت عنخ آمون، ورمسيس الثاني، وكانت أوّل التعابير الدينيّة في الإمبراطوريّة تدل على الديانة الآتونيّة، وفي وقت لاحق أصبحت البلاد محطةً يسعى الجميع لامتلاكها لذلك غزاها كل من الليبين، والنوبيين، والآشوريين، وقاد قمبيز الثاني الأخمينيين غزوة لاحتلال مصر، إلّا أنّ فرعون بسماتيك الثالث استولى على البلاد في نهاية المطاف في معركة عُرفت باسم الفرما، وفي وقت لاحق تم منح قمبيز الثاني لقب فرعون، ويحكم بذلك سوسة في بلاد فارس (إيران).