البيئة هي كلّ ما يحيط بالإنسان من مكوّناتٍ، وترتبط هذه المكوّنات معاً بعلاقاتٍ متشابكةٍ ومعقّدةٍ، وتؤثّر في وجود الإنسان بشكلٍ إيجابيّ أو سلبيّ؛ حيث إنّها المساحة الّتي يمارِس فيها الإنسان نشاطه الطبيعيّ. وقد ظهر عِلم البيئة ليحدّد مكوّنات البيئة وطبيعة العلاقة فيما بينها؛ لتسهيل دراسة العلماء لهذه المكوّنات، وحلّ المشاكل الّتي قد تظهر فيها. وتنقسم مكوّناتها إلى: مكوّناتٍ مادّيّةٍ، مثل: الماء، والهواء، والأرض، ومكوّناتٍ بيولوجيّةٍ، مثل: النّباتات، والحيوانات، والإنسان نفسه.
علاقة الإنسان بالبيئةسعى الإنسان باستمرارٍ إلى استغلال البيئة لتلبية حاجاته الأساسيّة والثانويّة، وقد اهتمّ العلماء على مرّ العصور بتفسير هذه العلاقة، وأطلقوا عليها اسم (العلاقة الإنسانيّة- البيئيّة)، وتتلخّص أشهر نظريّاتها في:
النّظريّة الحتميّةتُظهِر هذه النّظريّة سلطة البيئة على الإنسان، وتعترف بأنّ الإنسان يخضع لها، وذلك بتفاعله معها مؤثّراً ومتأثّراً، فلا يمكن له العيش دونَها، ما دامت تقدّم له مصادر الحياة من غذاءٍ وطاقةٍ وكِساءٍ وهواءٍ وغيرها، كما يقرّ متبنّي هذه النّظريّة بتأثير البيئة على الإنسان وتحديدها لخياراته؛ فمثلاً عند عيشه في بيئةٍ جبليّة فمن الطّبيعي أن تقوى عضلات قدميه على عكس من يعيش في بيئةٍ بحريّة تقوّي عضلات الكتف والسّاعِد، وهكذا.
النّظريّة الاحتماليّةهذه النّظريّة تنادي بعكس ما تناديه النّظريّة الحتميّة؛ حيث تقرّ بسيطرة الإنسان وقدرته على تسيير البيئة المحيطة به وتعديلها بما يُناسبه، فيتبنّى أفراد هذه النّظريّة فكرة أنّ مظاهر البيئة هي من صُنع الإنسان، مثل: الزّراعة، والصّناعة، وغيرها.
النّظريّة التّوفيقيّةتُعدّ هذه النّظريّة هي الوسط بين النّظريّة الحتميّة والنّظريّة الاحتماليّة، فتركّز على تأثّر كلّ من الإنسان والبيئة بالآخر؛ حيث تُشير إلى دور الإنسان في تغيير مظاهر البيئة بما يتناسب معه، وفي الوقت نفسه الخضوع لتأثير هذه البيئة عليه.
تلوّث البيئةالعلاقة بين الإنسان والبيئة علاقةٌ خاصّةٌ، ولكن نتيجة السّلوكيّات الخاطئة التي اتّبعها بعض البشر فإنّ تأثير الإنسان أصبح سلبيّاً على مكوّنات البيئة؛ ممّا أصابها بالتلوّث، والتلوّث هو دخول عناصر جديدة إلى مكوّنات البيئة أو فقدانها لعناصرها الأساسيّة، ممّا يؤدّي إلى الإخلال بوظيفة هذه المكوّنات.
أنواع التلوّثالمقالات المتعلقة ببحث عن البيئة من حولنا