التربية يقع على الوالدين واجب التربية، والتربية تعني إعداد الأولاد من جميع النواحي، الجسديّة، والنّفسية، والاجتماعية، والإيمانيّة. بعد مرحلة الطفولة، تبدأ مرحلة البلوغ، وهي المرحلة الأكثر تأثييراً في حياة الإنسان، وعادةً ما تبلغ الإناث قبل الذكور، فتصل الفتاة لمرحلة البلوغ عند الثانية عشر، أمّا الشاب بعد عمر الرابعة عشر، وهنا يأتي دور الأهل في توعية أبنائهم لهذه المرحلة، وعدم تركهم للتساؤولات والظنون، كيّ لا يلجأوا لمصادر غير مناسبة لإجابة تساؤلاتهم.
طرق التعامل مع المراهقين لا تخجل بشرح التغييرات الفسيولوجية والجسدية التي يتعرض لها، ولا تبالغ بالشرح أيضاً، أعطه ما يجيب تساؤلاته، وبالطبع فإنّ الأم تتكفل بهذا لابنتها، والأب للابن. ننصحكم أيّها الآباء ببعض النصائح للتعامل مع أولادكم في هذه المرحلة الحسّاسة من حياتهم، والتي تصقل شخصيّاتهم.
- الكف عن معاملته كطفل، ومحاولة تفهُّم مشاعره، وطبيعة المرحلة التي يمر بها، والتقرُّب من المراهق، فتصبح الأم صديقةً لابنتها، والأب صديقاً لابنه، مما يسمح بمعرفة طبيعة تفكيرهم وما يمرون به من ضغوطٍ أو مشاكل، فيسهل توجيههم ومشاركتهم.
- التأكيد على القيم والمبادئ الأخلاقية، والشرعية، فعند البلوغ، يبدأ التّكليف.
* مراعاة أن الزمن الذي نشأنا به، يختلف عن الزمن الحاليّ الذي ينشأ فيه أبناؤنا، فمع الانفتاح الكبير على العالم، و
وسائل الاتصال والتواصل المختلفة، اندمجت الثقافات، وأصبح المراهقون يتأثرون بسلوكيات الغرب، من ملابس وتصرفات.
تحدّث مع ابنك، فهو يسعى في هذه المرحلة للظهور كالكبار، ولفت النظر، أظهر له اهتمامك بما يقول.
- أجب عن تساؤولاته فيما يهص التغيرات الجسدية التي تحدث له، كي لا يبحث عنها في مصادر غير ملائمة، أو من رفاق السوء.
- أظهر لابنك حبك واهتمامك، فهم بحاجةٍ إليه.
- تقبّل آراءهم، ولا تسخر منها، بل أظهر احترامك لوجهات نظرهم، فلربّما يعلمون أكثر منك في شأنٍ ما، وناقشهم بها كيّ تساعدهم على تكوين شخصيتهم ونظرتهم الخاصّة.
- مراقبة سلوكيات ابنك، وما يبدو عليه من تصرفاتٍ، كالتأخير خارج المنزل، قم بسؤاله ومحاسبته، أو الشرود والسرحان، حاول معرفة ما يفكر به ابنك.
- تعامل معهم بلينٍ ورفق، لكن إن تطلب الأمر الشدة، فالعقاب لا بدّ منه، كيّ يتحملو نتيجة أفعالهم، فهم لم يعودو صغاراً، وهم مسؤولون عن تصرفاتهم.
- اعرف من هم أصدقاؤه، وإرشادهم لاختيار الأصدقاء الجيدين، والابتعاد عن رفاق السوء، فالأصدقاء لهم تأثيرٌ كبيرٌ في حياة الفرد، خاصة في مرحلة المراهقة.
- لابنك صفاته، وقدارته، ومميزاته، فلا تقارنه بغيره من أقرانه، بل شجعه ليطور نفسه، ويصقل مهاراته، وممارسة هواياته.
- شجعه على ممارسة الرياضة، لتفريغ طاقاته، وشغل وقت فراغه، وللحفاظ على صحته، وبناء جسمٍ قويّ.
المراهق بحاجة للدعم، والمديح، والحب، والاهتمام، وهو بأمسّ الحاجة لحب أسرته وحنانها، فلا تبخل على ابنك بحضنك الدافئ الذي اعتاد عليه، واستمر في تقديم الهدايا المناسبة لعمره له في المناسبات، كما كنت تفعل عندما كان طفلاً، فالأهل يتحملون نتيجة سلوكيات أبنائهم في هذه المرحلة، وتأثيرها على كامل شخصيتهم عندما يصبحون شباباً وشابات.