لم يولد أي أحد منا عنيداً ، وإنما التربية الأسريّة والبيئة والظروف التي تحيط بها هي من تخلق الطّفل العنيد وتزرع العناد فيه عن دون قصد من الأهل أو المدرسة أو المجتمع ، فعلى الكبار والوالدين أن لا يتفاجؤوا من أين حصل طفلهم على صفة العناد فيه ، فهم السبب الأكبر من وراء ذلك ، وعليهم تحمّل مسؤوليتهم اتجاهه والشروع في تصليح معاملتهم وتربيته والتواصل معه كالتالي :
1.عليهم تحاشي إرغام الطفل قسراً على الإستماع والإمتثال وطاعة أوامرهم وتوجيهاتهم ، والإستعاضة عن هذا الأسلوب القسري باستخدام المرونة واللّين والحميميّة والدفء في تعاملهم معه ، فإذا ما لمسنا بالطفل عناداً قليلاً ولا يتجاوز الخطوط الحمراء والخطيرة ، وتحقيق رغبته التي يريدها ويصر عليها ليس من ورائها أي ضرر ، فانه من الحصافة والحكمة أن نغض الطرف عن هذا العناد الصغير ، كي لا نزرع في الطفل على مر الأيام تبنيّ العناد الذي سيكبر ويتضخّم مع الأيّام ، فلندع الجمر القليل يخبو وحده ، دون أن ننفخ عليه ونزيده لهيبا .
2.إذا كان الطفل صغيراً نسبيّاً ، لم يتكلّم أو لم ينضج كثيراً بعد ، فيمكن إلهائه بأي شيء جانبي لكي نبعده ونشغله عن المادّة أو الموضوع الذي أثار عناده ، أما إذا ما كان كبيراً نسبيّاً ، فضرورة الخوض معه في حوار ونقاش هادئ نتوصل عبره من الوصول إلى تفاهم ما معه ، وضرورة الانتباه إلى عدم تأجيل أو التباطؤ في خوض هذا الحوار كي لا يتعزز لدى الطفل شعور بالإنتصار وأنّه حقّق بغيته رغم أنف الجميع .
3.معاقبة الطّفل على عناده الكبير مباشرة ودون إرجاء إلى ما بعد ، والمعاقبة تكون باللّجوء إلى حرمانه من شيء ما أو من ممارسة شيء ما بشكل محدد ومؤقت ، حسب حجم العناد ، وعدم التراجع عن تطبيق العقاب حتى لا يجد أن عناده يمكن أن يمرّر فيما بعد بدون عقاب ، ويجب الإنتباه إلى وجوب عدم اللّجوء إلى الضّرب أو الشتم لما فيهما من تحقير سيشعره بالإنكسار في ذاته وبالمهانة أمام الغير .
4.إشعاره بالحنان ومدحه إذا ما أصاب وأجاد في تصرف ما ، ولا نطلق عليه صفة العنيد ، حتى لا تتعزّز هذه الصفة فيه .
المقالات المتعلقة بكيفية معاملة الطفل العنيد