هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، ولد في قرية أفشنة القريبة من بخارى، ولُقب بالشيخ الرئيس، ومعروف لدى الأوروبيين باسم avicenna، ويعتبر من أعظم علماء المسلمين، ومن أشهر العلماء على مستوى العالم، حيث احتل درجة عالية في مجال الفكر، والشعر، والفلسفة، والطب، والفلك، فقد بحث في كل جوانب العلوم النظريّة، والتطبيقيّة.
تعليم ابن سينانشأ ابن سينا على العلم، فقد قام والده بتعليمه، وتثقيفه منذ صغره، فأحضر له المعلّمين، والمربيين، حتى شبّ على حب القراءة، والعلم، والبحث في شتّى مجالات العلوم، والمعارف، وتطور كثيراً، وبلغ بالمعرفة درجة عالية وهو لم يطبق العشرين بعد.
تعلم ابن سينا الطب في فترة قصيرة، وقد فاق من سبقه، ومن لحقه في مجال الطب، وعندما نبغ به عمل على علاج المرضى مجاناً، فكان محباً للخير، لا متكسباً بعلمه، ومن الأمور التي ساعدت في شهرته، علاجه للأمير نوح بن منصور وهو في السابعة عشر من عمره، وكان قد عجز عن علاجه الأطباء المشهورون، ممّا جعل أمراء البيت يكرمونه، ويفتحون له مكتباتهم لينال منها العلم الوفير.
عندما تجاوز ابن سينا العشرين من عمره، ذهب إلى التأليف، والكتابة، والبحث في الطب، والفلسفة، وحينما بلغ الثانية والعشرين من عمره، كان قد أصبح طبيباً مشهوراً، ونُصِب رئيساً لوزراء شمس الدولة أمير ولاية همذان، وبعد ذلك خدم الأمير علاء الدين في أصفهان، ولم يؤثر ذلك على علمه، ودراساته، وإنجازاته.
منهج ابن سينااختلف ابن سينا في منهجه عن العلماء السابقين، خاصّة علماء الفكر اليوناني، فقد كان مستقلاً برأيه، متحرّراً من أيّة فكرة خالية من وجود نظير عقلي لها، فلم يتقيّد بأفكار غيره، وآرائهم، بل كان دائم البحث، والدراسة، يستخدم العقل، والمنطق، والخبرة في اختبار الآراء، فإن أوصلته هذه الأمور إلى أنّ تلك الأفكار صحيحة، عمل بها، وإن أوصلته إلى العكس تركها، وبيّن السبب لذلك.
عارض ابن سينا أرسطو، وأفلاطون، والعديد من الفلاسفة في الكثير من آرائهم، فأخذ منها ما يلائم تفكيره، وترك ما لا يلائمه، فقد قال: (الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل)، فقد تميّز منهجه بالتجريب، وخاصّة في الأمور الطبية، فمن خلال ذلك توصل إلى اكتشاف علاج للعديد من الأمراض، وإلى صنع أدوية شافية لها.
إنجازات ابن سينا العلميةالمقالات المتعلقة بالعالم ابن سينا وإنجازاته العلمية