العالم ابن رشد

العالم ابن رُشد هو الفيلسوف والفلكي العربي المسلم محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رٌشد، ويكنّى بأبي الوليد، ويشتهر باسم ابن رُشد الحفيد، ,ينحدر ابن رُشد من أصول أندلسيّة، وولد في الرابع عشر من شهر أبريل من عام 1126م في قرطبة؛ ويذكر بأنّه برع في الفيزياء والقضاء والفقه والطِب.

ترعرع ابن رشد في كنف عائلة مرموقة في الأندلس، ويُعرف بأنّها تنتمي للمذهب المالكي، ويشار إلى أنّه كان نابغة فقد تمكن من حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي، كما درس الفقه والعقيدة في المذهبين المالكي والأشعري عن كثب، وبذلك اعتبر من أكثر فلاسفة الإسلام شهرة.

يعتبر ابن رُشد من أكثر الفلاسفة دفاعاً عن الفلسفة، ويذكر بأنّه قد قام بتصحيح عدد من الفلسفات لبعض العلماء السابقين كابن سينا والفارابي، كما شرح أغلب نظريّات أفلاطون وأرسطو، ويذكر بأنّ لابن طفيل دوراً كبيراً في تقديم ابن رُشد لخليفة الموحدين أبي اليعقوب؛ وقد قام الأخير بتعيينه طبيباً، ثمّ ولاه منصب القضاء في قرطبة ثمّ أشبيلية.

يٌشار إلى أنّ ابن رٌشد قد واجه الصعوبات والمِحن في آخر حياته؛ إذ وجهت إليه تهمة الكُفر والإلحاد من قِبل عُلماء الأندلس، وقام أبو يوسف بإبعاده إلى مراكش؛ وبقي هناك حتى توفي في عام 1198م.

تُعتبر الأسرة التي نشأ في بلاطها ابن رُشد واحدة من الأسر البارزة في الأندلس، فكان جده شيخاً للمالكيّة، وقاضياً لدى الجماعة، كما تولى مهمّة الإمامة في جامع قرطبة، أمّا أبوه فكان أحد فقهاء مجلس جامع قرطبة؛ وقدّم عدداً من التفاسير للقرآن الكريم؛ وتولى منصب القضاء في قرطبة عندما كان ابن رشد في سنّ الثانية عشر.

تتلمذ ابن رشد على يد أحد الفقهاء وهو الحافظ أبو محمد بن رزق، كما تتلمذ أيضاً على يد الفقيه أبي مروان بن عبد الملك بن مسرّة وغيرهم الكثير من الفقهاء، وكما حصل على شرف الإجازة في الإفتاء في الفقه مع الفقيه أبي عبد الله المازري.

في عام 1169م؛ تولّى ابن رشد منصب القضاء في إشبيلية، ثمّ انتقل إلى قُرطبة، وبعد استقالة ابن طفيل تسلّم منصبه عوضاً عنه، واتخذه خليفة الموحدين أبو اليعقوب طبيباً خاصّاً له في عام 578م، وبحكم قربه من الخليفة تمكن من الطواف في مختلف أصقاع المغرب فزار مراكش وإشبيلية وقرطبة، وتولّى عدة مناصب خلال حياه حتى وفاته.

توفي ابن رُشد تاركاً وراءه إرثاً ثقافيّاً عظيماً، ومن أهم مؤلفاته: تهافت التهافت الذي جاء كرّد على كتاب تهافت الفلاسفة للغزالي، وكتاب الحيوان، وكتاب المسائل في الحكمة، وكتاب شرح أرجوزة ابن سينا في الطب، وكتاب مناهج الأدلة.