كان الاعتقاد السابق في العصور التاريخية القديمة حول شكل الأرض بأنه قرص مسطح أو سطح مستوٍ عائم في المحيط، بينما تحيط به السماء على شكل وعاء مقلوب، وظل هذا التصور سائداً في المجتمعات الشرقية وبلاد ما بين النهرين، ولدى المثقفين الأوروبيين في زمن كولومبوس، كما رسم العالم هكتاتيوس الملقب بأبي الجغرافيا خرائط عديدة على أساس القرص المستدير، وأما السبب وراء ذلك فهو غياب العلم والقدرة البحثية من جهة، بالإضافة إلى سطوة الكنيسة التي كانت رؤيتها مطلقة غير قابلة للطعن أو النقاش، حتى لو كان النقاش علمياً، وهذه الأمور جعلت من نظرية الشكل المسطح للأرض أصيلاً على مر آلاف السنين.
أول من اكتشف كروية الأرضفي منتصف القرن الرابع قبل الميلاد اقترح الفيلسوف الإغريقي أفلاطون سنة 348ق.م نظرية كروية الأرض لأول مرة، إلا إنه لم يلق التأييد الكافي ممن جاء بعده، فظل هذا الأمر مجرد تخمين، وفي عام 885م تحدث العالم المسلم ابن خرداذبة حول كروية الأرض في كتابه المسالك والممالك، ثم في القرن الخامس عشر الميلادي توصَّل العالم الروسي نيقولا كوبرينكوس إلى أنّ الأرض كروية، وأنها ليست مركز الكون، إلا أنّ الكنيسة لم تنشر كتابه إلا وهو على فراش الموت.
في الفترة ذاتها أصدر العالم فريدناند ماجلان وتلميذه خوان سيباستيان إلكانو أوصافاً عملية تدل على كروية الأرض، وذلك من منطلق رحلاتهما التي جابا خلالها نصف الكرة الأرضية، وأما حديثاً خلال القرن الثامن عشر الميلادي، أجمع العلماء على شكل أدق من الكروي للأرض، وهو الشكل الإهليجي أو ما يشبه البيضة.
كروية الأرض في القرآن الكريمعندما جاءت الحضارة الإسلامية في القرن السادس الميلادي أجمع العلماء المسلمون على كروية الأرض، فتبنوها بالدلائل، وفيما يأتي نظريات بعض علماء المسلمين:
المقالات المتعلقة بأول من اكتشف كروية الأرض علمياً