الطيور من الفقاريات داخليّة الحرارة، ويكسو جسدها الرّيش الذي يحميها من حرارة الصيف وبرد الشتاء، وهي تمتلك منقاراً ولا تمتلك أسناناً، كما تتغذّى على الحبوب والحَشرات الصغيرة والأسماك والأعشاب، وبذلك تُكيّف منقارها حسب طبيعة غذائها. تمتاز الطّيور بهجرتها من مكانِ عيشها إلى مكانٍ آخر خلال أوقاتٍ معينةٍ من السنة، ولكن ما هي أسباب هذه الهجرة وكيف تحدث؟
هجرة الطيورتُعدّ هجرة الطيور من الأمور المحيّرة للعلماء، فقد لاحظوا بأنّه حتى الطيور الجديدة التي لم يسبق لها القيام بهذه الرحلة من قبل عندما يحين موعد الهجرة تتنبّه اعتماداً على الساعة البيولوجية الموجودة في جسمها فتتجمّع في أسرابٍ للبدء بالرحلة، وعزا بعضهم ذلك إلى وجود نوعٍ من العوامل الوراثية التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء.
أسباب هجرة الطيورتهاجر الطيور من مواطن تزاوجها في الشمال إلى مناطق المشتى لعدّة أسبابٍ منها:
لاحظ العلماء أنّ الطيور قبل أن تهاجر تُغيّر ريشها القديم كاملاً وينبت لها ريشٌ جديد، وتُقبِل على الطعام بنهمٍ ممّا يزيد وزنها إلى الضعف، ويتحوّل هذا الطعام إلى دهونٍ مخزّنةٍ تستفيد منها في تحمّل الرحلة الشاقة، فالطائر الضعيف لا يهاجر مع بقية الطيور، وإذا هاجر فإنه يموت قبل أن يصل إلى نقطة الوصول.
تظهر هجرة الطيورٍ بشكلٍ واضحٍ في نصف الكرة الشمالي؛ حيث إنّ ملايين الطيور تنطلق معاً في الوقت نفسه إلى نصف الكرة الجنوبي، فتمرّ في سماء قارات أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتحط بعد أن تتجاوز خط الاستواء في أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا، وعندما يحلّ الربيع تعود بنفس مسار الرحلة السابقة بطريقةٍ عكسية لتعود إلى نصف القارة الشمالية.
توجد الكثير من أنواع الطيور الموجودة في قارة أوروبا تقوم برحلة الهجرة هذه عندما يحل فصل الشتاء ثمّ تعود إليها عندما يحل فصل الصيف. تختلف طريقة الهجرة للطيور حسب أنواعها؛ فالعصافير مثلاً تطير في الليل وترتاح في النهار، بينما الجوارح تطير في النهار وترتاح في الليل، ويُعدّ طائر السنونو من أذكى الطيور؛ حيث يُهاجر على متن السفن التي تُناسب طريق رحلته ويتغذّى على سطحها وبذلك يرتاح من مشقّة الرحلة.
المقالات المتعلقة بالطيور المهاجرة