محتويات
النسر
يُعتبر النسر من أنواع الطيور كبيرة الحجم، ويُصنّف في فصيلة الطيور الجارحة، ويمتاز النسر بأجنحته الطويلة، والتي تحرّكها عضلاتُه القويّة بحيث يستطيع الطيران لمسافات بعيدة، كما يشتهر أيضاً بنظره الحادّ جداً ومخالبه القوية، والتي تكون معقوفة كمنقاره القويّ ومتصلة بقدمين ضخمتين، وتعيش النسور في مناطق مُختلفة من العالم، وتعتبر شبيهة إلى حدّ ما بالصقور ولكنّها أكثر قوة، تقتاتُ النسور على الجيف الميتة للكائنات الحية الأخرى، حيث تبحث عن جثث الحيوانات الأخرى الميتة لتأكلها، وقد اشتُهر النسر بقوّته الشديدة في الثقافة الإنسانيّة مُنذ القدم، ولذلك كان رمزاً للحرب وسُلطة الحكم منذ العصر البابلي، وكانت الشعوب اليونانية والرومانية مُهتمَّة به بحيث نُقشت صورته على عُملات النقود والميداليّات وجُدران الأبنية القديمة.[١]
وصف النسر
ينطبق اسم النسر على العديد من أنواع الطيور الجارحة التي ليست مُترابطة مع بعضها بعلاقاتٍ أحيائيّة وثيقة، والتي تتوزَّعُ على أجزاء واسعة من العالم، بعض النسور تمتازُ بأنّ عنقها ورأسها عاريان تماماً من الريش، ولها جميعاً منقارٌ معقوف بعض الشيء، وريش ذو لون واحد يكون في الغالب بنيّاً أو أسود أو أبيض، وتسكنُ النسور المساحات المكشوفة من جميع قارات العالمَين القديم والجديد، ولكنها لا توجدُ في أستراليا ولا في أنتاركتيكا، ولها أجنحة قويّة تُساعدها على الطيران جيداً، وبصرٌ حاد جداً يُمكّنها من تمييز الكائنات التي تعيش على سطح الأرض، وتعيش بعض النسور في جماعات وأسراب، وخلال موسم التزاوج يعيش الذكر والأنثى معاً، ويبنيان عُشاً على جرفٍ أو منحدر مائل، أو داخل كهف ليرعيا فيه صغارهما، وتضع الأنثى بين بيضة إلى ثلاث بيضات، ويتساعد الأبوان في العناية بالصغار حتى يكبروا، ويُصبحوا قادرين على العناية بأنفسهم.[٢]
تتميَّز النسور بأن لديها عيوناً قوية جداً، فعين النسر كبيرة جداً نسبة إلى حجم رأسه، كما أنّ بؤبؤها ضخم، وتحتوي شبكية عين النسر على ما يقارب مليون خلية حساسة للضوء لكل ملليمتر مربَّع من مساحتها، وهذا أكثر بخمسة أضعاف مما يوجد في عين الإنسان، وفيما أن الإنسان لا يرى سوى ثلاثة ألوان أساسيّة يُميّزها بعينه، يستطيع النسر تمييز خمسة ألوان أساسيّة، وتساعد حاسة البصر الخاصَّة هذه النسر على تتبُّع فرائسه وهي تسير على الأرض من على مسافات بعيدة، حتى ولو كانت متموّهة وسط بيئتها بطريقة جيّدة، وتستطيع بعض النسور تمييز أرنب من مسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً، وبعض النسور لها أجنحة صغيرة الحجم وذيول طويلة تُساعدها على الصيد، ومُطاردة الفرائس وسط الغابات، بينما مُعظم أنواعها لها أجنحة كبيرة تحلّق فيها فوق السهول المفتوحة الشاسعة بحثاً عن الحيوانات.[٣]
التصنيف العلمي لأنواع النسور
من ناحية علميّة تتوزّع النسور على عدة مجموعات لعدم وجود صلات جينية قوية بينها.[٤] من بينها العقبان (بالإنجليزيّة: Eagles) وهي النسور الأكثر حجماً وقوة، والتي تقتاتُ على ما تصطاد من فرائس حية،[١] وأنواعها كثيرة ومُنتشرة في العالم، حيث يبلغ مجموعها ما يزيدُ عن ستين نوعاً، وتمتازُ بأنها كلّها من أكبر أنواع الطيور المُفترسة على الإطلاق.[٣] وهي ليست مُترابطة أحيائيّاً بالضرورة، وتعيش معظمها في قارات العالم القديم، وهي آسيا وإفريقيا وأوروبا، ولا يعيش منها إلا نوعان في أمريكا الشماليّة، وتسعة في أمريكا الجنوبيّة، وثلاثة في أستراليا، ومن أهمّ مجموعاتها النسور المائيّة، التي تعيشُ بالقرب من مسطحات المياه، وتصطادُ الأسماك كغذاء رئيسيّ لها، وكذلك نسور الأفاعي التي تصطادُ الحيّات وما سواها من الزواحف، ومنها أيضاً النسر الأصلع.[٥]
وأما النسور الأخرى (بالإنجليزيّة: Vultures) فهي تبحثُ عن جثث الحيوانات الميتة، وتتغذّى عليها فقط،[١] ويبلغ تعدادُها اثنين وعشرين نوعاً تعيشُ بصورة دائمة في مناطق استوائيّة ومداريّة بمُختلف أنحاء الأرض، وتتضمَّنُ الكندور وغيره من الطيور الجارحة الكبيرة، وعادة ما يتمّ تقسيمها إلى فئتين أساسيّتين: هُما نسور العالم الجديد التي يبلغ عددها سبعة أنواع، ونسور العالم القديم وهي خمسة عشر نوعاً، وجميعُ نسور العالم الجديد لها رأس وعنق عاريان من الريش، وهو تكيّف يجنّبها غمر ريشها بالدماء أثناء إدخال رُؤوسها في جيف الكائنات الميتة لتناولها، ولدى مُعظم هذه النسور انتفاخ كبير في حنجرتها، وتتميَّزُ بقدرتها على البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة دُون طعام، ورغم انتشارها الواسع بالعالم فهي لا تعيشُ على الإطلاق بأستراليا ولا بجزر المحيط الهادئ، وهي تشتهر بأنها تستمرُّ بالتحليق لساعات حول الحيوانات الضعيفة أو المُحتضرة بانتظار موتها للاقتيات عليها.[٤]
كم سنة يعيش النسر
تكثر النسور في أنواعها وتختلف عن بعضها اختلافات كبيرة، ولكن قد تعيشُ معظم النسور في البرية لفترةٍ تتراوح ما بين عشرين إلى خمس وعشرين سنة، ومع ذلك فإنَّ مُعظم النسور تموت وهي لا تزال يافعة، حيث تموت أكثر من ثلاثة أرباعها قبل أن تصل إلى سنّ البلوغ أي في عامها الخامس، وأما النسور التي في الأسر فتحظى بعناية الإنسان بأماكن مثل حدائق الحيوان، فهي تعيشُ لفترات أطول بكثير، حيث من المعتاد أن تعيش لأكثر من أربعين عاماً وقد تصلُ في أعمارها إلى الخمسين، وذلك بفضل حُصولها على غذاء وفير وعناية بيطرية وبيئة مُستقرّة.[٦]
المراجع
المقالات المتعلقة بكم سنة يعيش النسر