يستعدّ جسم الأم خلال فترة الحمل لإفراز الحليب استعداداً لتغذية المولود بالغذاء المناسب عن طريق عمليّة الرضاعة؛ إذ إنّ الرضاعة تُلبّي كل ما يحتاجه الرّضيع من الغذاء المتكامل الذي يمنح بدوره الطفل الغذاء الصحيّ المُناسب والمناعة الذاتية تجاه مُعظم الأمراض المُعدية والمزمنة، بالإضافة إلى حِمايته من الالتهاب الرئوي والإسهال والربو.
يُسهم حليب الأم في نموّ المهارات الحسية والمعرفيّة للطفل، ونظراً لإفراز الحليب داخل جسم الأم فإنه يكون دائماً في درجة الحرارة المناسبة للطفل، ولا تقتصر فائدة عمليّة الرضاعة على الطفل فقط بل إنها تُساعد في عودة رحم الأم إلى وضعيته قبل الولادة وتخفيف النزيف الذي يتبعها، فضلاً عن توفير الحماية من سرطان الثدي والمبيضين.[١]
تغذية الأم المرضعةتمنَح الأمّ المُرضعة لطفلها الكثير من العناصر الغذائية، وتفقد الكثير من السعرات الحرارية، لذلك من الواجب عليها تعويض هذا الفقدان بالإضافة لاستمراريّة الإنتاج بشكل فعال، فتحتاج الأم للغذاء الصحي المتوازن، ويتوجب على الأم المرضعة تناول كميات كافية من السوائل والفيتامينات، وفيتامين د على وجه الخصوص، إضافة لما يناسب احتياجاتِ جسمِها وبنيتها الصحية من المعادن المتوفرة بأنواع الأطعمة، ومن المُستحسن في مثل هذه الظروف اقتراح برنامج غذائي مناسب ومنظم، تلجأ إليه المُرضع ليساعدها على تحديد غذائها المتوازن كماً ونوعاً وتوقيتاً، فكلّما كانت تغذية الأم متوازنةً كان الطفل أكثر استقراراً وأقلّ عُرضةً للاضطرابات الهضميّة كالانتفاخ والغازات.[٢]
النظام الغذائي للمرضعةتُنتج الأم المرضع من ثلاثة أرباع الكيلوغرام إلى كيلوغرام كامل من الحليب يومياً؛ حيث يعكس هذا الحليب نوع وكميّة الغذاء الذي تتغذاه، ففي حال حدوث أيّ نقصٍ في توافر العناصر الغذائية المهمة للرضيع فإنّه يتمّ تعويضها من المَخزون الاحتياطي في جسم الأم، لذا فيجب أن يحتوي غذاء الأمّ المُرضعة على جميعِ العناصر الغذائية الضرورية لتأمين غذائها وإتمام عمليّة نمو وتطوّر الطفل، كما ينبغي تنظيم البرنامج الغذائي بالعدد والكم بما يضمن استمراريّة حصول الأم على الطاقة وعدم تعرّضها لأيّ نقصٍ بشكلٍ مستمر على طول فترة الرضاعة، فمن الأفضل تَقسيم الوجبات الرئيسيّة إلى عدة وجبات مُتسلسلة بكميّاتٍ مناسبة لا تتعدّى حدود الحاجة من غير إفراط يؤدي بها إلى السمنة ولا تفريط يُشعرها بالجوع،[٣] أمّا مُكوّنات الغذاء الصحي للمرضع فإنّها يجب أن تُدعّم بالعناصر المهمّة لإتمام عملية نمو الطفل بالشكل السليم، ويُمكن إجمال العناصر المهمّة الرئيسية من حيث احتياج الأم لها والمصادر الغذائية لها في الآتي:
الأسماكتُعدّ الأسماك غذاءً بروتينياً متكاملاً، فهي تحتوي على فيتامين د والزيوت غير المشبعة، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية كالأوميغا 3 التي تعدّ من المواد المهمة جدًاً في نمو أغشية الدماغ عند الطفل، ويجب الحرص على الحصولِ على كميّة كافيةٍ منها نظراً لقلة مصادرها الغذائية؛ فحصول الطفل على الكميّات الكافية من الأوميغا 3 أثناء مرحلة الرضاعة لها الأثر الإيجابيّ في إبصار الطفل وتطور قدراته العقلية والمعرفية.[٤]
الفواكه والخضرواتتحتوي الفواكه والخضروات على كميّاتٍ وافرةٍ من الفيتامينات والأملاح المعدنية فضلاً عن الماء وباقي عناصر الغذاء الرئيسيّة بنسبٍ مُتفاوتة، كما أنّ الخضار الورقية تحتوي على نسبٍ عالية من فيتامين أ، وفيتامين سي، والحديد، والمواد المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى أنها تحتوي على كميّةٍ قليلةٍ من السعرات الحراريّة لذا يجب الإكثار منها.[٥]
الحليب ومشتقات الألبانيحتوي الحليب ومشتقّاته على الدهون النباتيّة والبروتينات المفيدة، وبالتالي يجب على الأم المرضع شرب ما لا يقلّ عن ثلاثة أكواب من الحليب يومياً، فهي مصدرٌ رئيسيٌّ للكالسيوم، بالإضافة إلى أنّ الحليب يُزوّد الجسم بكميّاتٍ من فيتامين د وفيتامين ب اللذين يساعدان على نموّ عظام الطفل وتأسيس أسنانه.[٦]
العناصر المعدنيةتُسهم العناصر المعدنية في عملية النمو السليم والصحي للطفل الرضيع، فهو يستمدّ كل ما يحتاجه جسمه من حليب الأم كالكالسيوم المهم جدّاً في عمليّة تكوين العظام والأسنان وسلامة نموّها، بالإضافة إلى دوره المهم في تخثّر الدم وعملية الاستقلاب، وتعتبر الألبان ومشتقّاتها مصدراً رئيسيّاً له، بالإضافة إلى تناول كميّاتٍ من الأغذية التي تحتوي على الحديد؛ كاللحوم الحمراء، والكبدة، والخضار، الورقية.[٧]
نقاط يجب على المُرضعة مراعاتهاتوجد بعض النقاط على الأم المرضعة مُراعاتها، منها:[٨]
يتكون حليب الأم من أكثر من مئة نوع من أنواع العناصر الغذائية التي تُلبي حاجة الطفل الغذائية والمناعية وبكميات متناسبة مع مراحل نموه المختلفة، ومن أبرز العناصر المكون’ له ما يلي:[١٠][١١]
المقالات المتعلقة بماذا يجب أن تأكل المرضعة