شرعَ الله للمسلم الكثير من الرخص التي من شأنِها التخفيفُ عليه وإبعاد المشقّة عنه، فديننا الإسلاميُّ الحنيف دينُ يسرٍ لا عسر، ومن هذه الرخص التي جعلَها الخالق في ديننا الإسلاميّ هو الإفطار في السفر؛ وذلك خوفاً من أن يجلب الصيام للمسلم التعب، أو أن يؤثّر ذلك سلباً على صحته.
حكم الإفطار في السفرلا شكّ بأنّ الإفطار في السفر رخصةٌ من الله -عزّ وجل- وهو مشروعٌ في ديننا الإسلامي الحنيف، وقد ورد عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يصوم ويفطرُ وأنّ الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يصومون ويفطرون أيضاً، فالإنسان المسلم المسافر يفطر في رمضان سواء كان سفره في السيارة، أو الطيارة، أو السفينة، حيثُ لا فرقَ في أيّ وسيلةٍ من وسائل المواصلات، وقد اختلف العلماء في مسافة السفر التي تبيح للإنسان المسلم الإفطار في السفر.
ذهب جمهورٌ من العلماء إلى أن يكون السفر يوميْن أو يوماً وليلةً، فتلك المدة تبيحُ للمسلم الإفطار خلالها، وإن أراد أن يكمل صومه فلا حرج في ذلك، ولكن إن شقّ عليه الصوم أو أتعبه أثناء سفره فالأفضل له أن يفطرَ وعليه قضاء ذلك اليوم بعد رمضان، وقد ورد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنه قال: (إن اللهَ يُحبُّ أن تؤتَى رخَصُه، كما يكرهُ أن تُؤتَى معصيتُه، وفي لفظٍ: كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه).
رُجحان الصوم و الإفطار في السفرذهب مجملُ العلماء والأئمة الأربعة وجماهير الصحابة والتابعين إلى أن الصوم في السفر جائزٌ وصحيحٌ، ما دامَه لا يشقّ على صاحبه ولا يكبده عناءً فوق طاقته ولا يؤذيه، فهؤلاء العلماء يرون بأنّه إن كان الصوم والإفطار سواء عند صاحبه في السفر وأنّ الصوم لا يشقّ عليه ويتعبه ولا يؤذيه ففي هذه الحالة فقط يرون أنّ الصوم أفضل لصاحبه وأكثر ثواباً له، ولا يجوز الصوم في حال أنّه يشقّ على المرء المسلم مشقةً لا يمكن احتمالها فالإفطار أفضل في حالة ذلك المسلم، وهم يروْن بأفضليّة الصوم في هذه الحالة فقط للأسباب التالية:
المقالات المتعلقة بالإفطار في السفر