الثعبان (بالإنجليزية: snake) من الزواحف عديمة الأرجل التي تنتمي إلى رتبة الحيّات، وهي من الحَيوانات آكلة اللحوم، جسم الثعبان أسطواني طويل، وله جلد تُغطّيه قشور لامعة تحميه من الاحتكاك، والجفاف. تتخلّص الثعابين من جلدها عدّة مراتٍ في العام الواحد، وذلك عن طريق فَرك جِسمها بالأسطح الخشنة. عيون الثعابين عديمة الجفون، إلا أنّها تمتلك بدلاً من الجفون قشوراً شفافة لحمايتها، وهي من ذوات الدم البارد، أي إنّها غير قادرةٍ على تنظيم درجة حرارة جسمها الداخلية، وهذا يُفسّر عدم وجود ثعابين في المناطق الباردة.[١]
يوجد حوالي (2900) نوع من الثعابين في العالم، منها (375) نوعاً ساماً، أطول أنواع الثعابين هو ثعبان البايثون الشبكي الذي يصل طوله إلى 30 قدماً (9م تقريباً)، أمّا أقصرها فهو ثعبان بربادوس الذي يبلغ طوله 4 بوصات فقط (10 سم تقريباً)، أما أثقل الثعابين وزناً فهي الأناكوندا الخضراء. أغلب الثعابين تضع بيوضاً، إلا أنَّ بعضها تلد.[٢]
أنواع الثعابينتوجد أربع عائلات رئيسية من الثعابين وهي:[١]
يمتلك الثعبان أنفاً يُمكنّه من شم الروائح التي تنتقل عن طريق الهواء، إلا أنَّ الروائح التي تنتقل عن طريق الرطوبة يتم التقاطها بواسطة اللسان، يمتلك الثعبان لساناً له شعبتين، يتحرّك بسرعة كبيرة، فعندما يُحرّك الثعبان اللسان خارج الفم يلتقط جزيئات الروائح الكيميائية من الهواء، ومن الأرض، ومن ثم ينقلها إلى عضو شم إضافي يوجد في سقف الفم، يُسمى العضو الميكعي الأنفي أو (عضو جاكبسون)، بعد ذلك ترتبط جزيئات الروائح بمستقبلات خاصة، توجد في عضو جاكبسون، ثمّ تُرسل هذه المستقبلات رسائل حسيّة إلى الدماغ؛ حيث يتم تفسير الرائحة وتحديد مصدرها.[٣][٤]
تمّ اكتشاف عضو جاكبسون من قِبَل الطبيب الدنماركي لودفيغ جاكبسون عام (1813)، إلا أنّه لم يتم فهم وظيفة هذا العضو إلا بعد وفاة جاكبسون بما يقرب من (100) عام. يوجد عضو جاكبسون أيضاً في الثدييات، والبرمائيات.[٥]
حاسة الإبصار عند الثعبانحاسة الإبصار عند الثعابين ضعيفة، وذلك لأسبابٍ تطوريّة؛ فهي حيوانات مُعتادة على العيش في الجحور المظلمة، باستثناء بعض أنواع الثعابين التي تكيّفت مع الصيد في النهار؛ حيث تتمكّن معظم الثعابين من رؤية الشكل العام للأشياء دون أن تتمكن من تمييز التفاصيل. تمتلك بعض الثعابين، مثل، ثعبان الحفرة، والأصلة، والأفعى المجلجلة بقعتين على جانبي الرأس، تعملان بواسطة الأشعة تحت الحمراء، تتكون كل بقعة من حجرتين يفصل بينهما غشاء يَحمل نهايات عصبية حسيّة تُمكّنها من استشعار حرارة الفريسة، فيتمكّن دماغ الثعبان من تكوين صورةٍ للفريسة دون أن يراها بعينيه. على الرّغم من ضعف بصر الكوبرا الباصقة إلا أنها تَمتلك دقّةً كبيرة في تصويب السم على عيون أعدائها.[٦]
حاسة السمع عند الثعبانعلى الرّغم من عدم وجود آذان خارجية للثعابين إلا أنها ليست صماء؛ إذ يوجد داخل رأس الثعبان جهاز سمع داخلي مُرتبط بعظام الفك، يُمكّن الثعبان من الإحساس بالاهتزازات، والأصوات ذات التردّد المنخفض، التي يحملها الهواء، تنتقل هذه الاهتزازات من عظام الفك إلى عظام الأذن الوسطى، ومنها إلى الأذن الداخلية.[٧][٨]
تغذية الثعابينجميع الثعابين من آكلات اللحوم، بعض الثعابين مثل الكوبرا تَستخدم السم لقتل الفريسة، إلا أنَّ أغلب الثعابين تبتلع الفريسة كما هي، فالثعابين الكبيرة مثل البايثون تلتف حول فريستها وتخنقها ومن ثم تبتلعها؛ حيث إنّ الإنزيمات داخلها تُحلّل الفريسة للحصول على الطاقة اللازمة للقيام بالعمليات الحيوية. من المعروف عن الثعابين أنّها تستطيع البقاء لفتراتٍ طويلة دون طعام، لأنّ عمليات الأيض عندها بطيئة جداً. [٩] تتمكّن الثعابين من التهام فرائس كبيرة الحجم بفضل التصميم المذهل للفك السفلي؛ حيث يتكوّن فكها السّفلي من قطعتين غير مُلتحمتين كما هو الحال لدى الإنسان مثلاً، بل يربط بينهما رابط مَرن يُمكنهما من التباعد عند الحاجة، كما أنَّ عظام الفك لا ترتبط بإحكام بعظام الجمجمة ممّا يُعطيها مرونةً في الحركة والقدرة على التهام الفريسة.[١٠]
الثعبان والبشرتمتلك الثعابين مكانةً خاصّةً في بعض الثقافات والأساطير؛ ففي الكتب الهندية الدينية يُمكن مشاهدة رسومات للكوبرا وهي تلتف على الإله الهندوسي شيفا، كما أنّها تَحظى بالتقدير، وتتمّ عبادتها في طقوس خاصة، كما أنّ لها دوراً بيئياً مهماً؛ إذ إنها تقضي على بعض الآفات مثل الجرذان والفئران، كما أنّ هناك من يحب الاحتفاظ ببعض أنواع الثعابين كحيوانات أليفة. من ناحية أخرى، الثعابين كائنات مُخيفة وسيّئة السمعة؛ إذ يعتقد معظم البشر أنَ الثعبان الجيد هو الثعبان الميت! بالتأكيد يمكن لبعض الثعابين أن تقتل الإنسان في غضون دقائق، إلا أنّ هناك الكثير من الثعابين غير الضارة.[١][١١]
إنّ الكوبرا الهنديّة من الثعابين السامة، وعلى الرّغم من ذلك تَمكّن الإنسان من استخدامها كوسيلةٍ لتسلية الجماهير؛ حيث يُمكن مشاهدة الكثير من مقاطع الفيديو التي يظهر فيها الساحر الهندي ممسكاً بمزماره، وبقربه سلة، يبدأ الرجل بالعزف على المزمار، فتُخرج الكوبرا رأسها من السلة، وتبدأ بالرقص. كان الظن السائد أنَّ الكوبرا ترقص على أنغام المزمار، لكن الحقيقة أن الكوبرا صمّاء تقريباً، وحركة جسمها الراقصة هي حركة دفاعية، نتيجةً لحركة المزمار ويد الساحر.[١١]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين توجد حاسة الشم للثعبان