الموت هو نهاية الحياة الدنيا والانتقال لحياة الآخرة، ويتم ذلك بخروج الروح من الجسد وانتقالها إلى مثواها الأخير، والموت لا مفر منه، قال الله تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
ويأتي خروج الروح بعد حدوث سكرات الموت التي تنزع الروح من الجسد، ويحلّ الألم في الجسد بسبب نزع الروح من الأعصاب وكلّ جزء في البدن؛ فيُفقد العقل، ويبكم اللسان، وتضعف الأطراف، ويبدأ الأنين والصياح، وآخر مراحل نزع الروح تأتي بالغرغرة والخور، وسحب الروح من الصدر للحلق، ويرى الإنسان ملك الموت حين انتزاع روحه فيهلع من منظره؛ فلا يستطيع أحد تحمّل رؤيته، وتأتي بعدها اللحظة الحاسمة للمؤمن والكافر، ويسمع بها الإنسان النداء الذي يبشّره بالرحمة، أو الذي يتوعّده بالعذاب.
أين تذهب الروح بعد الموت يتساءل العديد من الأشخاص عن المستقرّ بعد الموت، أتبقى الروح في الجسد أم تنتقل للسماء؟ ولا يوجد أيّ قول أكيد لما يحدث للروح، وقد تفاوتت الأقوال واختلفت فيما بينهما، ومن الصعب ترجيح رأي على آخر؛ لأنّ طبيعة الروح والموت وما بعده يقع في دائرة الغيبيّات، التي لا نستطيع الوصول إليها. أمّا أكثر ما صحّ قوله في مكان الروح بعد الموت هو:
- تُسحب الروح من الجسد بقبضة ملك الموت عزرائيل، ثم يسلّمها حال قبضها لملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب؛ حسب عمل الروح ومصيرها.
- تُبشّر الروح بمصيرها، ثم تنتقل مع الملائكة إلى الله، وهنا يتغيّر شكل الروح فإمّا أن تصبح جميلة طيّبة أو قبيحة ومذمومة.
- تعاد الروح إلى جسدها لتقابل الملكين المسؤولين عن سؤالها.
- بعد السؤال تذهب الروح لمستقرّها الأخير، فإمّا أن تسكن في السماء؛ كأرواح الرسل والشهداء، ومن هذه الأرواح من يسكن السماء السابعة ويحوم حول العرش، أو أن تسكن الروح في البرزخ، أو أن تُعذّب في الأرض السابعة تحت مسكن إبليس، وتبقى الروح في مستقرها هذا إلى وقت النفخة الثانية في البوق.
- عند حدوث النفخة الثانية في البوق تخرج الروح من مستقرّها وتعود لجسدها ليُبعث من جديد، ثم يتم الحشر والحساب، وتعلم كلّ نفس مصيرها النهائي.
- وآخر مستقر للروح إمّا أن يكون في الجنة أو نار جهنم أو بينهما، وهو المستقر الأبدي فلا تغادره الروح إلا بمشيئة الله، أو بشفاعة النبي محمد صلّ الله عليه وسلم؛ فتنتقل فيه الروح من نار جهنم إلى جنة الخلد.