أهوال يوم القيامة

أهوال يوم القيامة

يوم القيامة

يوم القيامة هو اليوم الذي يواجه فيه جميع الناس مصيرهم بناءً على ما اقترفوه من أعمالٍ في الدنيا، إذ يحاسب الله تعالى النّاس في ذلك اليوم بعدله ورحمته تعالى، فإمّا أن ينعموا بعد ذلك الحساب بالجنّة ونعيمها، وإمّا أن يخلدوا في نار جهنّم.

هذا اليوم هو يومٌ عظيم جداً، فذكره الله تعالى في القرآن الكريم قائلاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج:1،2]، ولهذا وقبل دخول النّاس إلى الجنّة أو النار توجد بعض الأهوال لهذا اليوم العظيم أو بعض المراحل الّتي يمرّ بها الجميع في هذا اليوم، وهي الّتي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر بعضها في القرآن الكريم أيضاً.

أهوال يوم القيامة عند النفخ في الصور

تبدأ أهوال يوم القيامة بالإعلان عن بدء هذا اليوم العظيم، وهو ما يتمّ من خلال النفخة الأولى في الصور أو كما تعرف أيضاً بنفخة الفزع، وفي هذه النفخة تنقلب موازين الأرض والكون رأساً على عقب، فتضع كلّ ذات حملٍ حملها ويشيب الولدان وتتطاير الشياطين، وتصبح الجبال الشامخة كالعهن المنفوش، أي كالصوف المنفوش ويسيرها الله تعالى وينسفها نسفاً.

كما يفجّر الله تعالى البحار وتشتعل النار، وتتشقق السماء وتتصدع الأرض، ويذهب ضوء الشمس وتتكوّر وينخسف القمر وتتناثر النجوم، وبعدها تأتي النفخة الثانية وهي نفخة الصعق فيهلك فيها كلّ شيءٍ إلا من شاء الله وهم حملة العرش، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل عليهم السلام، فبعد أن يقبض الله تعالى أرواحهم يبقى هو وحده فيقول تعالى ثلاثاً:(لمن الملك اليوم)، فلا يجيبه أحد فيقول لنفسه تعالى:(لله الواحد القهار)، فيغير الله تعالى الأرض والسماوات فيقبض الأرض ويطوي السماوات بيمينه سبحانه وتعالى ويبعث الله تعالى إسرافيل وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور فيأمره الله تعالى بالنفخة الثالثة وهي نفخة القيام لربّ العالمين فيقوم الناس لله تعالى.

بعد هذه النفخة تبدأ أحداث يوم القيامة والتي يعاني منها النّاس جميعاً بطرقٍ مختلفة، فيبعث الله تعالى الناس إلى المحشر لا يبالي بعضهم ببعضٍ، ويفرّ المرء من أخيه في ذلك اليوم من هول المنظر والمحشر، وهنالك يصمت الجميع للرحمن فلا يتكلم أحدٌ إلّا من أذن له فيستسلم الجميع ولا يبالي إلّا بنفسه.

بعدها يشفع النّبي صلى الله عليه وسلم للناس ببدء الحساب، بعد أن يأبى الجميع حتى الأنبياء وأولو العزم منهم من أن يتوسلوّا إلى الله تعالى ببدء الحساب، فيوضع الكتاب الذي فيه أعمال الناس وينصب الميزان ويدعى الناس إلى الحساب فيغفر الله تعالى للمؤمن ذنوبه ويسترها عليه بعد أن يعترف بها أمام الله تعالى عند حسابه، وينكر الكافر ما كُتب عليه من أعمالٍ أمام الناس جميعاً فيختم الله تعالى على فمه وتشهد أعضاؤه الأخرى بما فعل، ويمرّ بعدها على الصراط المستقيم ويأخذ الله تعالى لكلّ مظلومٍ حقّه فيدخل من عمل صالحاً إلى الجنة برحمته تعالى ويدخل من خاب وخسر إلى نار جهنم.

المقالات المتعلقة بأهوال يوم القيامة