أهمية المطالعة

أهمية المطالعة

تميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل الذي منحهُ الله إيّاه، فكانَ الإنسان بهذهِ السمة صاحب الأفضليّة على بقيّة خلق الله، كما أنّهُ بهذهِ النّعمة قد تمكّنت لهُ طُرق التمييز بين الحقّ والباطل، وبين الخير والشرّ. فهوَ كائنٌ عاقل يعلم مُجرياتِ الأمور ولديه ملكة التفكير التي تقوده إلى معرفة النتائج من الأسباب والمقدّمات، وهذهِ هي ملكة التحليل والاستنباط. والناس على مُختلف ثقافاتهم وشرائحهم المعرفيّة يتفاوتون بالقدر الذي يكتسبونه من خلال التعلّم الذاتيّ، أو التعلّم المُكتسب من خلال الجهات الخارجيّة كالكليّات، والمعاهد، والمدارس والتي هي إحدى وسائل نشر المعرفة بين الناس حسب الفئة العُمريّة وحسب المُستوى العقليّ والأكاديميّ.

المطالعة والثقافة الذاتيّة

تعتبر "الثقافة الذاتيّة" وسيلة من وسائل اكتساب المعرفة، وذلك من خلال ما يُسمّى بالمُطالعة والبحث، والجري وراء المعلومة أنّى وُجِدَت، وذلك من خلال الكُتب أو من خلال الوسائل الإلكترونيّة الحديثة؛ إذ لا تتحدّد المُطالعة بنمطٍ مُعيّن بقدر ما هي مُتعلّقة بالاستطلاع والشغف في تحصيل المعلومات. وللمطالعة قيمةٌ ثقافيّة يعزّ نظيرها وتعلو قيمتها كُلّما كانَ هذا المُستوى أكثر عُمقاً وأكثر تبحّراً في العلوم والثقافات المُختلفة، وتبرز قيمة المُطالعة وأهميّتها في العديد من الجوانب التي نذكر منها بعضاً يسيراً على سبيل الاستدلال والمِثال وليس الحصر، لأنَّ أهميتها أكبر من أن نحصرها في جُملة من الفوائد والمناقب.

أهميّة المُطالعة
  • الشخص الذي يقضي وقتاً خاصاً به في المُطالعة هو إنسان أخرج نفسهُ من دائرة القيد الفكريّ الذي ضربتهُ عليه الغريزة في الهدوء وعدم الإجهاد العقليّ إلى دائرة التفعيل البنّاء لمهاراته الفكريّة والعقليّة ومعرفة كيف يستفيد من الثقافة التي يحصل عليها في حياته الخاصّة والعامّة.
  • تقوم المُطالعة ببناء الشخصيّة الإنسانيّة السامية والتي ترتقي بالعلم والثقافة، وتتدنّى وتهبط إلى الحضيض بالجهل والتخلّف، فالشخص المُطّلع والمُثقّف هو صاحب قوّة وحُجّة وبيان، وفي يديه سُلطان العلم والمعرفة الذي هو بلا شكّ سلاح يتسلّح به المرء في زمن أصبح الجهل هو السلعة الرائجة.
  • المُطالعة وما تأتي بهِ من معرفة وثقافة هي تحصين للإنسان من الوقوع في الأخطاء والمصائب التي قد تحدث في حياته، وهوَ بمعرفته العميقة يعلم كيف مرّ غيره بهذه التجارب من الذين طالعَ سيرتهم، وبالتالي يُجنّب نفسهُ مغبّة الوقوع في أخطاء الآخرين لمعرفته المُسبقة بها وبنتائجها.
  • تقضي المُطالعة على أوقات الفراغ لدى الشباب الذين يحملون في جداولهم الزمنيّة أوقاتاً تضيع ربّما في أمور قد تأتي بالضرر على أنفسهم وعلى الآخرين، ولكن إذا شغلوا أنفسهم بالمُطالعة فلا شكّ بأنّها باب من أبواب الخير لديهم.

المقالات المتعلقة بأهمية المطالعة