شهدت الثقافة اليونانية على مر العصور تطوراً كبيراً؛ بدءاً من عصر اليونان المسينية والكلاسيكية مروراً إلى الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية الشرقية اليونانية، ويذكر بأن للثقافة اليونانية أثر بالغ في ثقافات الحضارات الأخرى؛ كالدول اللاتينية والفرنجية والدولة العثمانية وجمهورية البندقية وجنوة؛ ويعود الفضل إلى حرب الاستقلال اليونانية في إحياء اليونان، ومنح الحضارات كياناً موحداً لثقافة متعدد الأوجه.
برز تأثير الثقافة اليونانية على الإمبراطورية الرومانية بشكل جليّ، ونقلت الأخيرة أبعاد هذه الثقافة إلى مختلف مناطق البحر الأبيض المتوسط، كما أن الحضارة الإغريقية القديمة تركت بصمة واضحة على اللغة والسياسة والنظم التعليمية والفلسفة، ففي الفترة الزمنية خلال القرنين الثامن والتاسع عشر اتسعت رقعة نشاط تيار النهضة في أوروبا الغربية؛ وجاء ذلك خلال عصر التنوير، بالإضافة إلى أنه عاود القيام مرة أخرى أثناء النهضات الكلاسيكية الحديثة، ولا بد من الإشارة إلى أن النظرة لليونان القديمة تُجسد مدى أصالة ثقافتها كونها حجر الأساس للحضارة الغربية في غضون العصر الهلنستي.
مميزات الثقافة اليونانيةيُعتبر الأدب اليوناني أنموذجاً يحتذى به في الحياة الأدبية كونه الأدب القومي الأقدم والأكثر تأثيراً على مستوى العالم؛ حيث وضع الأدباء اليونانيون بين يدي العالم كماً هائلاً من الأنماط الأدبية البارزة؛ كالشعر الغنائي والملحي والمسرحية الهزلية والمأساوية، بالإضافةِ إلى المقالات والمطارحات الفلسفية، والتاريخ النقدي، وتاريخ السير والرسائل الأدبية.
الشعر الملحميالشعر الملحمي هو الشكل الأدبي الأهم لدى الإغريق، وهو عبارة قصيدة سردية تتميز بالطول، وتروي بين أبياتها أعمالاً بطولية، ومن أشهر الشعراء الإغريق الذين اشتهروا بنظمهم لهذا النوع من الأدب: الشاعر هوميروس صاحب أشهر ملحمتين: الإلياذة والأوديسة في القرن الثاني قبل الميلاد.
الشعر الغنائيأطلق اليونانيون قصائدهم الشعرية الغنائية بعد عام 650ق.م، وهي قصائد تتميز بقصرها أكثر من الملحمية، كما تنفرد بمرافقتها للقيثارة، وجيء بها لغايات التغني بالمشاعر الشخصية، ووصفها بعيداً الأعمال البطولية التي كانت تقتصر عليها الملاحم.
المقالات المتعلقة بمميزات الثقافة اليونانية