فوائد العلم للإنسان

ممّا لاشك فيه أنّ العِلمَ من متطلّبات الحياة التي يحتاجُ إليها الإنسان مع اختلاف عرقِه ولونه، فقد قال -عزّ وجل-: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه، الآية: 114]، ولم يقلْ زدني مالاً أو جاهاً أو جمالاً، وهذا يدلّ عى أفضليّة العلم، كما قال -عزّ وجل-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الزمر، الآية: 9]، وفي موضعٍ آخر: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مـِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة، الآية، 58]، وهذا دليلٌ آخر على أهمية العِلم، حيث إنّ الله رفع قدر الذين يعلمون على الذين لا يعلمون.

لمصطلح العِلم مفهومٌ شاسعٌ، فهو لا يقتصرُ على نوعٍ من العلوم بحدّ ذاتها، وإنما كلّ ما يحصلُ عليه الإنسان من معلوماتٍ جديدةٍ عليه يعتبر قد تلقّى علماً، وأفضل العلوم هي علوم الدين التي توضّح للإنسان ما عليه من واجباتٍ لله -عزّ وجل- وفروضٍ وأعمالٍ تكسبه رضا الله تعالى، وما هي الأمور التي يجبُ أن يبتعدَ عنها لكي لا يكسب المعاصي، ويكون بذلك قد كسِب علوم الدنيا والفوز بالآخرة، ومن أفضل العلماء مَن يُطبّق ما يعلم به على أرض الواقع، ويعلّمه للناس ليستفيد نفسه منه، ويستفيدُ الناس كذلك.

للعلمِ الكثيرُ من الفوائد التي تعودُ على الإنسان نفسِه، وعلى المجتمع الذي يحيطُ به، فبالعِلم يستطيعُ الإنسان تطوير الأدواتِ الطبيّة وإيجاد العلاجات للكثير من الأمراض التي كانت تُعد قديماً من مسبّبات الموت، إلّا أنه كلّما تطور علم الإنسان استطاع اكتشاف الأدوية الجديدة، كما أنّه في الوقتِ نفسِه بسبب العِلم استطاع الإنسان معرفة أضرار العديد من الأعشاب التي كان يستخدمها في الماضي، وبالتالي أصبح بالإمكان تشخيص الأمراض، وتحليلها، ومعرفة أسبابها، ثمّ معرفة العلاج المناسب.

يقود العِلمُ كذلك إلى تطوير كافّة المجالات التي ينتمي إليها الإنسان، واستطاع اختراع العديد من الآلات والأجهزة التي سهّلت له حياته مقارنةً بالماضي، فقديماً مثلاً كان السفر من منطقةٍ إلى أخرى يحتاج إلى شهورٍ، بينما في الوقت الحاليّ لا يستغرق الأمر بضع ساعاتٍ، كما أنّه من خلال تطوير وسائل الاتصالات استطاع الإنسان التواصل مع أخوته في كافّة المناطق مهما كانت المسافات الجغرافيّة كبيرةً متجاوزاً حدودَ الدول، ومن خلال وسائلِ الاتصال هذه استطاع الاطلاع على ثقافات الشعوب والقبائل المختلفة، ومعرفة ما وصل إليه العِلمُ عندهم.

لا ننسى أهمَّ الفوائد للعلم، وهي: زيادة صلة الإنسان بالله تعالى والإقرار بوحدانيّتِه وحقّه في العبادة لوحده، فكلّما استطاع الإنسان التقدّم بالعلم وصل إلى معجزات الله تعالى في الكون ممّا يعمّق لديه الإيمان، وقد سمعنا كثيراً من القصص التي تتحدّث عن إسلام العلماء الملحدين نتيجة التوصل إلى معلوماتٍ علميّة جديدةٍ.