(إنّ اللـه جميلٌ يحبّ الجمال)، فلا شيء في الدّنيا قد يأسر الألباب، ويخطف الأبصار أكثر من الجمال، فالجمال يجعلنا مذهولين، وقد يختفي ترتيب الكلمات، ونأتي بالشّرق بدل الغرب، كلّ ذلك من سحر الجمال وعنفوانه وألقه.
لا أحد يستطيع الإنكار أنّ الجمال جاذبيّة وإبهار، ومؤثرات وأســرار، ومعطيات وإيماءات. وقد أودع اللـه الجمال في كلا الجنسين: الذّكر والأنثى ليكون ذلك دليلاً قاطعاً على إبداعه في خلقه وعظمته فيما أوجد!
وقد أخذ الجمال حظّه الوافر وقسمته الأكبر في جميع أنواع وألوان الفنون والآداب و العلوم؛ فكانت القصائد والأغاني والأفلام. حتّى أصبح تاريخنا الأدبيّ غنيّاً بتلك الألوان الّتي تغنّت بالجمال.
وقد وصل الحدّ ببعض العلماء إلى وضع بعض المواصفات والشّروط والمؤهّلات الّتي إن انطبقت على أحدهم يكون جميلاً من عدمه.
كما أنّ هناك علاقةً وثيقة الصّلة بين الجمال والحبّ إن لم يكونا وجهان لشيءٍ واحد، فالمحبّ يرى فيمن أحبّ جمالاً لم تره عينه في غيره، كما أنّ الامثال الشعبية وجدت أيضاً لتمجّد الصّلة بين الجمال والحبّ فقيل (القرد بعين أمّه غزال).
ولكن كي نكون دقيقين في طرح الموضوع فلنفرّق بدايةً بين الجمال والوسامة، فقد قام المختصّون بالجمال والموضةبتعريف كلٍّ منهما؛ فالوسامة مضمون ذكوريّ خاص بالرّجال فقط، وهو ملامح دقيقة وجاذبيّة عامّة للوجه لا تتعلّق باللون والبشرة، ويتركّز مضمونها في الإطلالة البهيّة التي تترك الانشراح لدى الناظر. أمّا الجمال فهو خاص بالمرأة، ولكن يجوز للرّجل أن يكون جميلاً برقّة ملامحه، وقلّة خشونتها، لكنّه في النّهاية رجل غليظ الصّوت، عنيف، وقويّ البنية.
جمال سيّدنا يوسف عليه الســلامالمقالات المتعلقة بأجمل رجال العالم