المشاكل لا تخلو حياة أحدٍ من المشاكل، فالله تعالى عندما خلق البشر على الأرض وضّح لهم أنّ الحياة متعبة وشاقة وتحتاج من الإنسان الصبر والتوكل عليه عز وجل وتنفيذ أوامره ليستطيع أن يهنأ فيها، كما أنّ الابتلاء من صور اختبار الله تعالى للعبد هل سيصبر ويشكر؟ أم سيتذمر ويعارِض أمر الله تعالى؟
لكنّه عز وجل ميّز هذا الإنسان بالعقل ليستخدمه في حل مشاكله الّتي تواجهه، فيمكن من خلال تصرفاته أن يزيد من حدة المشكلة وتفاقمها وبالتالي زيادة النتائج السلبية أو أن ينظر إليها بحكمةٍ بعيداً عن الانفعالات ليأخذ القرار المناسِب فيها.
أساليب حل المشكلات
هناك أساليب عديدة لحل المشكلات ومنها ما يلي:
- التركيز على حل المشاكل الصغيرة فور حدوثها وعدم السماح لها بأن تكبر من خلال تجاهلها أو تأجيلها فيما بعد؛ فقد تجتمع أكثر من مشكلةٍ صغيرةٍ معاً لتشكِّل مشكلةً كبيرةً، كما أنه من خلال المداومة على حل المشاكل الصغيرة فإنّ القدرة على حل المشاكل الكبيرة تصبح أفضل.
- تحليل المشكلة وجمع المعلومات المتعلّقة بها من أجل تعميق الفِهم لها، لذلك على الشخص التأنّي والتفكير مليّاً وجمع كل ما يمكن أن يفيد في فهمها وتحليلها ومعرفة الأسباب الّتي أدت إليها، ووضع الحلول المناسبة لها، وطرح الأسئلة التي قد تفيد في تحليل المشكلة مثل "ما هي العناصر الأساسية التي تتكون منها المشكلة ؟"، و " لماذا حدثت المشكلة"، و "متى بدأت المشكلة؟؟، وكيف تطورت إلى هذا الحد؟؟"، و " ما علاقة هذه المشكلة بمشاكل أخرى؟"، كما أنّ الاستماع إلى أطراف المشكلة من شأنه زيادة القدرة على فهمها ومعرفة جوانبها وأسباب حدوثها.
- وضع أكبر عددٍ من الحلول الممكنة المتوافقة مع نتائج تحليل المشكلة، ويجب أن تكون هذه الحلول منطقيةً ومناسبةً بعيداً عن الاصطدام مع أحدٍ أو حل المشاكل بالصراخ والشتم أو الضرب، فكل هذه السلوكيات تزيد من حدة المشكلة وتفاقمها، ولكن في نفس الوقت يجب عدم التهاون والاستهتار بالمشكلة، ثم محاولة تطبيق الحل الأمثل لعلاج المشكلة واستخدام البدائل بالتدريج.
- الاستعانة بأصحاب الخبرة والحنكة في حل المشاكل المستعصية، أو من تعرّض لمثل هذه المشاكل من قبل وكانت نتيجة حلِّه لها نتائج إيجابيةً، والابتعاد عن استشارة أصحاب الانفعالات والعصبية الزائدة، فنصائحهم ستكون تحت تأثير الانفعال ممّا يجعلها غير صحيحةٍ، فمن أجل إيجاد الحلول الجذرية للمشكلة يحتاج الشخص إلى الهدوء والصبر والحكمة والنظر إلى المشكلة من مسافةٍ بعيدةٍ وأن يُخرِج نفسه من دائرة المشكلة.