أثر العمل على الفرد والمجتمع

أثر العمل على الفرد والمجتمع

العمل

خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وسّخر كلَّ ما عليها لخدمةِ الإنسان ولقضاء حوائجِه المختلفة، لذلك حثّ الله تعالى على ‏ضرورةِ السعي والعمل والبحث عن الرزق، قال تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ ‏رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك: آية 15]. وفي هذا المقال سوف نتناولُ الحديث عن أثر العمل على الفرد ‏والمجتمع.‏

أثر العمل على الفرد والمجتمع
  • يحتلّ العمل مكانة مهمّة وأساسيّة في حياة الإنسان؛ فهو ميدان نشاطه المنتج المنتظم، وهو طريق أساسيّ بعد المدرسة ‏تتجلّى فيه مهارات الفرد وكفاءاته، وقد يكون المصدر الرئيس الذي يحصل من خلاله على المورد اللازم له ‏من أجل الإنفاق والعيش، ويُشكّل العمل في البيئة والمحيط الذي يعيشُ فيه الفرد جزءاً من حياته، كما أنّه ميدانٌ يتفاعلُ فيه الفرد مع الآخرين كنوعٍ من العلاقات الاجتماعيّة الحميمة، فبالتالي يحقّق التكافل والترابط والتعاون ‏بين الأفراد.‏
  • يحدّدُ العمل المستوى الاقتصاديّ والاجتماعيّ للفرد، مما يزيدُ من أهمية العمل في حياته، ‏و قد يكون مصدراً لشقائه أو سعادته ، فإذا كان متناسباً مع آماله وقدراته كان مصدر سعادة وهناء له، أما إذا وجد ‏التنافر بين قدرات الفرد وميوله وآماله والعمل كان ذلك مصدراً لشقائه وتعبه.
  • يعدّ العمل الوسيلة الأفضل التي تلبّي احتياجات الفرد والمجتمع، وبه أيضاً يرتقي المجتمع ويتطوّر ويصل إلى ‏أقصى درجات الكمال، ويحافظ بذلك على قوته وبقائه واستمراره، فحين يلبي الفرد احتياجاته الأساسيّة فهو يطوّرُ من مجتمعه، مما يزيدُ من نسبة الوعي والأمان الاجتماعيّ.‏
  • عندما يتخلص الفرد من الفقر والجوع الناتج عن قلة الأموال، فإنّه بذلك يحمي مجتمعه من الجرائم والفواحش الكبيرة ‏التي يرتكبها الكثير من أجل الحصول على الأموال كالزنا، والسرقة، والنصب، والاحتيال، والغشّ، لذلك يعتبر العمل ‏طاعة وعبادة يتقرّب بها العبد إلى ربه، فحين يسعى الإنسان من أجل رزقه، و يحصل على الأموال بالطرق الحلال، ‏فإنّه يحمي نفسه ومجتمعه من الكفر وارتكاب المعاصي والجرائم، وكذلك الفرد الذي يعمل بإتقان وجدّ؛ ليسكب قوته من عرق ‏جبينه، حيث يجزيهِ الله -عزّ وجلّ- بالثوابِ والأجر العظيم.‏
  • يقوي الروابطَ الاجتماعيّة بين العاملين في المجال نفسه، فبالتالي يتعرّف الشخص إلى ناس جدد، ويتخلّص من الوحدة، والملل، ووقت الفراغ الكبير، ويحرّر نفسه من العادات السيئة، كالتدخين.

لذلك يجبُ علينا أن نجتهدَ ونسعى من أجل العمل الشريف الطاهر الذي نحقّق به آمالَنا وطموحاتِنا واحتياجاتنا، ونتخلّص ‏من البطالة والتبعيّة التي تقلل من قيمة الفرد والمجتمع، وتضعف أساساتِه وبناءه.

المقالات المتعلقة بأثر العمل على الفرد والمجتمع