ابن بطوطة هو محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي التنجي ،مستكشفًا مغربيًا من البربر مسلمًا في القرن الرابع عشر وغادر وطنه للسفر عبر شمال إفريقيا والصحراء وغرب إفريقيا وجنوب أوروبا وآسيا. اشتهر برحلاته المكثفة التي نُشرت في "رحلة" ،والتي أصبحت من أكثر الكتب مبيعاً في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
يعتبر ابن بطوطة من أهم الرحالة ،إذ قطع أكثر من خمسة وسبعين ألف ميل. كان فريدًا في تسجيل هذه المسافة التي لم يقطعها مسافر منفرد حتى وصوله إلى عصر النقل البخاري ،أي بعد أربعمائة وخمسين عامًا.
كان ابن بطوطة عالمًا مسلمًا ورحالة من المغرب كتب روايات مفصلة عن رحلاته عبر آسيا وإفريقيا وأوروبا في القرن الرابع عشر. سافر ابن بطوطة إلى مكة خلال سنوات طفولته ،لكن لم يشرع في أولى رحلاته العديدة حتى سن العشرين.
في العقد التالي سافر بطوطة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس. كما زار أنقاض بابل وذهب في رحلة إلى جبل سيناء. سافر من مصر إلى المغرب في عام 1332 ،متتبعًا ساحل شمال إفريقيا شرقًا مع توقف في طرابلس وبرقة وبنغازي وأنطاكية.
ولد ابن بطوطة في مدينة طنجة المغربية، وقد سمي بإبن بطوطة نسبةً لاسم أمه الذي كان في الأصل (فطومة)، وجميع المعلومات عن ابن بطوطة جاءت من سيرته الذاتية التي ذكرها في سياق سرده لحكايات رحلاته ، حيث إنه قد ولد في عهد الدولة المرينيّة لعائلةٍ من علماء القضاء الإسلامي، يعود نسبه إلى قبيلة (لوانة) الأمازيغيّة، كانت أولى رحلاته وهو في عمر الحادية والعشرين، حيث غادر بلاده في رحلةٍ يمكن أن تستغرق ستة عشر شهراً، توجه حينها إلى مكة لأداء فريضة الحج، ولم يعد بعده إلى المغرب إلا بعد انقضاء أربعٍ وعشرين سنة.
في رحلته الأولى التي كانت وجهته فيها مكة المكرمة التي سافر إليها براً عن طرق الساحل الشمالي الإفريقي، وقد مرّ في خلال رحلته من العديد من المناطق والمدن مثل: تلمسان، وبجاية، ومكث في تونس زهاء الشهرين، انضمّ بعدها إلى قافلة لاتقاء شرّ أيّ خطر يمكن أن يتعرّض له، وقد تزوّج للمرة الأولى من مدينة صفاقس ضمن سلسلةٍ من الزيجات التي كانت تميّز رحلاته.
وصل ابن بطوطة لاحقاً إلى ميناء الاسكندريّة، قضى بها عدّة أسابيع ليتوجّه بعدها إلى مدينة القاهرة عاصمة المماليك، ومكث فيها ما يقارب الشهر، توجه بعدها إلى مكة عن طريق اجتيازه لطريقٍ لا يستخدمه المسافرون عادةً، وقد شملت طريقه رحلةً قام بها في وادي النيل ثم إلى عيذاب الواقعة إلى الشرق من البحر الأحمر، وبسبب نشوب ثورة محليّة اعترضت طريقه قفل راجعاً إلى القاهرة بعد أن كان على وشك الوصول إلى مكة، وبدل التوجه إلى مكة قام بالسير إلى دمشق لما تتمتع به الطريق من أمان لكثرة المدن المقدسة فيها كبيت لحمٍ، والخليل والقدس، الأمر الذي يجعلها آمنة لمرور قوافل الحجاج بسلام.
بقي ابن بطوطة في مدينة دمشق طيلة شهر رمضان، وانضم بعدها إلى قافلة متجهة إلى المدينة المنورة، وبقي في المدينة لمدة أربعة أيام توجه بعدها إلى مكة ليستكمل حجه وقد حصل بعدها على لقب (حاج)، وقد مكث في مدينة مكة شهراً من الزمان.
قرر ابن بطوطة المضي في تجواله بدل العودة إلى دياره، وكان اختياره الأول في تلك الرحلات الخانات المغوليّة الواقعة في الشمال الشرقي، فانضمّ ابن بطوطة إلى قافلة الحجاج العائدة إلى العراق، ودامت رحلته حوالي أسبوعين وصلت بعدها القافلة إلى النجف، وقد حل ضيفاً على حاكم الموصل، وقاضي ماردرين وسنجار.
انطلق ابن بطوطة بعدها في رحلة إلى بلاد فارس أطلق عليها رحلة الستة أشهر، حيث تنقل خلالها بين العديد من المناطق والمدن عاد بعدها إلى مدينة بغداد، وتركها بعد انضمامه لقافلةٍ ملكيّة كبيرة متوجّهةً إلى الشمال.
عاد ابن بطوطة إلى الموصل ومنها انضم إلى قافلة تغذية للحجاج، للوصول إلى بغداد وانطلق بعدها قاصداً مكة المكرمة لأداء الحجة الثانية له من خلال انضمامه إلى القافلة الرئيسيّة التي ستنطلق من بغداد باتجاه مكة، وبقي بعدها في مكة وانطلق منها باتجاه اليمن، ومن عدن استقل سفينة متجهة إلى الساحل الصومالي، اتجه بعدها إلى القرن الإفريقي (بلد البربر)، ومن ثمّ توجه بعدها إلى مقديشو وهي في ذروة ازدهارها.
ركب ابن بطوطة السفينة متجهاً إلى بلاد الزنج، وبعد التنقل في عدد من البلاد وصل إلى تنزانيا، توجه بعدها إلى عُمان ومن ثمّ إلى مكة لأداء فريضة الحج.
مكث في مكة مدة عامٍ كامل، توجه بعدها إلى الهند للعمل مع سلطان دلهي (محمّد بن توغلوك)، وعند وصوله إلى اللاذقيّة انتقل منها عبر السفينة إلى الساحل الجنوبي التركي قاصداً آلانيا هناك، ومنها اتجه برّاً إلى العديد من المدن الأخرى الواقعة على ساحل البحر الأسود.
المقالات المتعلقة بموضوع عن ابن بطوطة