محتويات
شعر الحبّ
يتميّز شعر الحبّ عن بقيّة أنواع الشّعر الأخرى، فهو الأقرب إلى القلب، والأكثر تعبيراً عن المشاعر، خاصّةً عند المُحبّين، فتراهم يهيمون بمشاعرهم وحبّهم دون القدرة على التّعبير عمّا يجول في داخلهم، فيأتي الشّعر الغزليّ تعبيراً لما يمرّون به، وجاء الشّعر العربيّ الغزليّ زاخراً غنيّاً بأنواعٍ مختلفة تتماشى ومشاعرهم باختلافها.
أبيات في الحبّ
نُقدّم لكم أبياتاً في الحبّ، وفي عتاب الأحبّة، وفي الحزن المختلط بالحبّ.
أبيات حبّ غزليّة
ولا تتركني وحيداً كاللّيل بلا قمر
فكيف لي بدونك أن أعيش بين البشر
فهل للزّرع أن ينبت دون أن يسقط عليه المَطر؟
ولكن من يبصر جفونك يعشـق
أغرّك مِنّي أن حبّك قاتلي
وأنّك مهما تأمري القلب يفعل
يهواك ما عشت القلب فإن أمت
يتبع صداي صداك في الأقبر
أنتَ النّعيم لقلبي والعذاب له
فما أمرّك في قلبي وأحلاك
وما عجبي موت المُحبّين في الهوى
ولكن بقاء العاشقين عجـيب
لقد دبّ الهوى لك في فؤادي
دبيب دم الحياة إلى عروقي
أغار عليك من أحلامي
من لهفتي واشتياقي ومن خفقات قلبي
أغار عليكِ من لحظة صمتٍ بيننا
قد تبعدك بأفكارك عنّي
أغار عليك من لفتة نداء
قد تبعد عينيك عن عيوني
أغار عليك من كل كلمة تقولينها
إذا لم أكن أنا حروفها وأبجديتها
أغار عليكي من أصابع النّاس
إذا التقت بأصابعك في سلام عابر
أغار عليكي من فكرة تخطر ببالك
من حلم لا أكون أنا فيه
أغار عليكِ لأنّي أحبّك
لمَلَلْتُهُ مِن كَثرةِ التَّكرارْ
لكنَّ أجملَ ما رأيتُ بِحبِّنا
هذا الجنونُ، وكثرةُ الأخطارْ
حينًا يُغرِّدُ في وَداعةِ طِفلةٍ
حيناً نراهُ كمارِدٍ جبَّارْ
لا يَستريحُ ولا يُريحُ فدائماً
شمسٌ تلوحُ وخَلفَها أمطارْ
حينًا يجيءُ مُدمِّراً فَيضانُهُ
ويجيءُ مُنحسِراً بِلا أعذارْ
لا تعجَبي
هذا التَّقلُّبُ مِن صَميمِ طِباعِهِ
إنَّ الجنونَ طبيعةُ الأنهارْ
مادُمتِ قد أحببتِ يا مَحبوبتي
فتَعلَّمي أن تلعبي بالنّارْ
فالحبُّ أحيانًا يُطيلُ حياتَنا
ونراهُ حيناً يَقصِفُ الأعمارْ
تتصوَّرينَ مَشاعري فوقَ الورقْ
أنا شاعرٌ في كلِّ شيءٍ إنّما
عندَ الكتابةِ عن هوانا
أحتَرِقْ
لا تَحسَبي أن الكتابةَ عن هوانا عَبَّرَتْ
هي ليسَ إلا بعضَ دُخَّانٍ قَلقْ
إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ أو لمسةٍ
أو ما بهِ يومًا لسانٌ قد نَطَقْ
فرقٌ كبيرٌ بينَ ما نُخفي ونُعلِنُ
في العواطفِ، والعواصفِ، والأرَقْ
حتى السّكوتُ حبيبتي
لغَةٌ تُعبِّرُ في الهوى
فإذا سَكتْنا
فاعلمي أنَّا على وَشْكِ الغرقْ
أنا كلُّ ما سطَّرتُهُ مِن فِتنَةٍ
هو ليسَ إلا ذَرَّةً
مِن وَحيِ كَونٍ في جَوانحِنا خُلِقْ
وحقّك يا روحي سكرت بلا شرب
الخلق مات الخلق من شدّة الحبّ
وكلّ مُحبّ للأحبة خاضع
ولكن عزيز العاشقين ذليل
إليكِ يا من أعيش لأجلها
إليكِ يا من طيفك يلاحقني
إليكِ يا من أرى صورتك في كلّ مكان
في كتبي، في أحلامي، في صحوتي
إليكِ يا من يرتعش كياني من شدّة حبي لكِ
الشّوق إلى رؤياك فقط عند ذكر اسمكِ
ولكن أحاديث الغرام هي الخمر
عمن سواك فلست عنه بتائب
من تاراه فدلّ عليك
حدَّثَتها الأنسام عن شفتيك
حتّى دهتني في الهوى عيناك
إلى يوم القيامة ما كفاني
وأنا اللّيل وأنتَ القمر
حقّ لي في حُبّه أن أُعذَرا
شذى جبالي وغاباتي وأوديتي
على فسيح جنّات وخضر تلال
برزاً لأعين العالم بدران
فتعالَي أحبّك الآن أكثر
وأبقيت قلباً في هواك يُعذّب
أيا رحبة الأحداق يا عذبة النّجوى
إلا وذكرك متروكٌ بأنفاسي
وحلَّقت مشتقاً مع الأنجم النشوى
تحرّضني أمواج عينيك أن أهوى
شمس حبّك في عيوني لا تغيب
فيك معنى الحبّ يا روحي يطيب
لو تروح بعيد من قلبي قريب
في غيابك مُشتعلٌ مثل اللُهيب
صدّق إنّي وافي يا أغلى حبيب
وجدنا غريبين يوماً
و كانت سماء الرّبيع تؤلف نجماً ونجماً
و كنت أؤلف فقرة حبّ
لعينيك غنيّتها
أتعلم عيناك أنّي انتظرت طويلاً
كما ينتظر الصّيف طائر
ونمت كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين طويلاً
وتبكي على أختها
حبيبان نحن إلى أن ينام القمر
ونعلم أن العناق وأن القُبَل
طعام ليالي الغزل
وأن الصّباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدّرب يوماً جديداً
صديقان نحن فسيري بقربي كفّاً بكفٍّ
معاً نصنع الخبر والأغنيات
لماذا نُسائِل هذا الطّريق لأيّ مصير
يسير بنا؟
ومن أين لملم أقدامنا؟
فحسبي و حسبك أنّا نسير
معاً للأبد
لماذا نُفتّش عن أغنيات البكاء
بديوان شعرٍ قديم ؟
ونسأل يا حبّنا هل تدوم ؟
أحبّك حبّ القوافل واحة عشب وماء
وحبّ الفقير للرّغيف
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوماً
ونبقى رفيقين دوماً
أبيات حبّ عتاب
ردّ قلبي وحيث ما شئت فامضِ
هام اشتياقاً إلي لُقيا مُعذّبه
مهلاً فهجرك والمَنون سواء
كلّ شيء فيني على ما فيك وصّاني
كنها من حلاها كل ليلة عروس
خائفة من عيون النّاس وإحراجها
حيّ هالطّول يا زول عساه محروس
من عبث لوعة الأيام وإزعاجها
تزعل نفوس ولا تمتلي غيض روس
من يقرب لها وضلوعي سياجها
في عيونك حياة وفي حروفك دفا
وفي شفاتك قراح لذةٍ للشاربين
حطّ يدك بيدي لين تـعرق وفـا
ضمني لين تسمع للمحاني ونين
عفا الله عن ملذات الهوى والعشق والتّخمين
وسجات الغرامَ ولذة الحبّ الحقيقيّة
فديتك يوم تاخذني على كيفك ولا أدري وين
معك من وين ما ذعذع هواك ومالت ألفيّة
شفني وصلت المكان وضاق بي سوره
يومك تقول أوصله تكفا على شاني
والأنوثة تكمن داخل عينيك
والرّقه تذوب من شفتيك
فذابت القلوب هاويةً عند قدميك
وبريق الشّوق يُشعّ من مقلتيك
فصارت الشّمس غائبةً ما دامت تُشرق عينيك
أحبّيني فأُعطيكِ أضعاف عشقِ ما لديكِ
فإن شئتِ أم أبيتِ
فقلبي لم يهوَ تحت قدميكِ
ولكنّه خاضعٌ في راحة كفّيكِ
فإن شئتِ أم أبيتِ
أخبريني بأيّ شيء تمنَّيتِ
فأُعطيكِ أضعافَ أضعافَ ما تمنَّيتِ
فإن شئتِ أم أبيتِ
فستظلّ قصائد شعري قُبُلات على خدَّيكِ
كم لك عندي في الفؤاد نصيب
ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ
ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي
فأُغضِبها ويرضيها العذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه
ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى
ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب
ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكن
نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب
يلوم اللائمون وما رأَوْه
وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب
صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبي
عليّ، وراجع الطَّرَب الشّباب
كأن يد الغرامَِ زمامُ قلبي
فليس عليه دون هَوى ً حِجاب
كأَنَّ رواية َ الأَشواقِ عَوْدٌ
على بدءٍ وما كمل الكتاب
كأني والهوى أَخَوا مُدامٍ
لنا عهدٌ بها، ولنا اصطحاب
إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق
أُعيدَ العهدُ، وامتد الشَّراب
أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصّبابة بعد هجرٍ
أرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفتِ فيه وجرتِ حتّى
على الرّمق الذي أبقيت فينا
كأنّ قلوبنا خلقت لأمر
فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها
وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماءٍ
فإنَّا قد ملأناها حنينا
وبالله لا بـالـنّاس تُقضى المطالبُ
أرى لـكَ فـي شـأني أموراً غريبةً
أقـاومُ شـكّـي عـندها وأُغالِب
أرى لـك فـي وقت اللّقاء بشاشةٌ
بـها تبطلُ الدّعوى وتصفو المشاربُ
ويـُسـعـدنـي منك ابتسامُ مودَّةٍ
وقـولٌ جـمـيلٌ لم تشبهُ الشّوائبُ
وتـنـصـحني نُصح المحبِّ، وإنما
بـنُـصحِ سليم القلب تُمحى المثالبُ
ولـكـنـّنـي أشقى بأمركَ، كلما
دعـانـي إلـى نشر المبادئ واجبُ
كـأنـّك لم تلمس صفاءَ مشاعري
ولـم تـنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ
لماذا أشكُّ في سلامة مقصدي؟
فـيـا ضيعة الدّنيا إذا شكَّ عاشقٌ
وربِـكَ مـا أرسـلْتُ شعري لِرِيبةٍ
ولا صَـرَفـتني عن همومي الرّغائِبُ
أصـدُّ جـيوش الوهم عنّي وفي يدي
حـسامٌ - من الإيمان بالله - ضاربُ
ومـا أنـا مـمن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ
عـلـى غـير بابي تستقرُّ العناكبُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِذا الزَّمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَّندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرّزق كداً وكم ممّن يودعُهُ
أبيات حبّ حزين
ليتني دايم معك وأنت تضحكين
ليت كلماتي تُجفّف كلّ همّك
وأمسح دموعك وأُبدّلها بحنين
لو تقولي الآه أشعُرها معك
تكتئب دنياي ولا أشوفك حزين
أنا أغليك وسط قلبي موقعك
حتّى روحي تحت أمرك لو تبين
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا
بل موت نفسي من قبل الفراق غداً
لعلّ اللّقاء في المنام يكون
فما ذقت كالصّدود عذاباً
وأعرف أنّني إذا فقدتك فقدتُ أثمن ما لديّ إلى الأبد
لا أحتاج أن أقول إنيّ حزينة، لأنّ هذا لا يُعبّر عن شيء
مجرّد كلمة لا تصف كم يبدو القلب ذابل
كلّ ما أردتُه فقـــط أن تفهم كيف أحببتك
أردتُ منك أن تعرف لأجل مَن كنتُ لا أنام
ولأجل مَن لم أكـترث بِخســاراتي
أردتك أنْ تفهم معنى أن يكون العالم الذي بِداخلي
لا يتّسع إلا لشخصٍ واحدٍ وهو أنت
كلّ الذي عشناه نارٌ سوف يخنقها الرّماد
فالحبّ في أعماقنا طفل غداً نلقيه في بحر البعاد
وغداً نصير مع الظّلام حكاية
أشلاء ذكرى أو بقايا من سهاد
وغداً تسافر كالرّياح عهودنا
ويعود للّحن الحزين شراعنا
ونعود يا عمري نبيع اليأس في دنيا الضّلال
ونسامر الأحزان نلقي الحلم في قبر المُحال
أيّامنا في الحب كانت واحة
نهراً من الأحلام فيضاً من ظلال
والحبّ في زمن الضّياع سحابة
وسراب أيام وشيء من خيال
ولقد قضيت العمر أسبح بالخيال
حتّى رأيت الحبّ فيك حقيقة
سرعان ما جاءت
وتاهت بين أمواج الرّمال
وغدا أسافر من حياتك
مثلما قد جئت يوماً كالغريب
قد يسألونك في زحام العمر عن أمل حبيب
عن عاشق ألقت به الأمواج في ليل كئيب
وأتاك يوماً مثلما
تلقي الطّيور جراحها فوق الغروب
ورآك أرضاً كان يحلم عندها
بربيع عمر لا يذوب
لا تحزني
فالآن يرحل عن ربوعك
فارس مغلوب
أنا لا أصدق كيف كُسرنا
وفي الأعماق أصوات الحنين
وعلى جبين الدّهر مات الحب منّا كالجنين
قد يسألونك كيف مات الحبّ؟
قولي: جاء في زمن حزين!
مشيت في درب الهوا وتركتني
ألا تعلم أنّي في هواك مُغرماً
والشّوق من كثر الفراق يهزُّني
من صغر سنّي في هواكمُ سائحاً
مسلوبٌ قلبي وأنت الذي سلبتني
أظلمتني ما كان قلبك ظالماً
في بحر حبّك يا حبيب أغرقتني
يا من ببحر الحب تُمسي غارقاً
عشقت شعري أم صحيح عشقتني
بركان حبّك في فؤادي عالقاً
ونار حبّك في ضلوعي تهسني
يا هل ترى شهيد حبّك خالداً
ما ذنب عاشقٍ مات ولم يتمكّنِ
ما تذكر الأيام التي عشنا معاً
تضحك وتبكي عندما عاهدتني
بين أربعة جدران أمسيت ساهراً
سهران نومي وأنت الذي سهّرتني
إذا كان ذا يُرضيك شوقي والحزن
كيف كنت من شجّعتني وتذلّني
يوماً بعد يومٍ أُمسي هائماً
ما بالمحبة لومٌ وأنت من لُمتَني
وختمتها بالهاشمي جدّ الحسن
يا رب سألتك للفضيلة دلًني
المقالات المتعلقة بأبيات شعر عن الحب