ابن حزم الأندلسي هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي، حيث عرف بأنه فارسي الأصل، ويعد من أشهر علماء الأندلس، وأكبر علماء المسلمين تأليفاً بعد الطبري، ويعرف بأنه فقيه ظاهري، وإمام حافظ، وأديب وشاعر ومتكلم، وناقد، ومحلل، وفيلسوف كما وصفه البعض، وعمل أيضاً كوزير سياسي لبني أمية، حيث سلك طريق تحرير الأتباع ونبذ التقليد، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه بشكلٍ موسع.
أسرة ونشأة ابن حزميكنى ابن حزم الأندلسي بأبي محمد، وهو الإمام البحر ذو المعارف والفنون، وعاش حياته الأولى في قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر من بعده برفقة أخيه أبي بكر الذي يكبره بالعمر خمس سنوات، حيث كانت تربيته في تلك الفترة على أيدي جواري القصر الذي كان مجاوراً لدار المنصور بن أبي عامر، مما زاد مكانة ابن حزم لدى المنصور بن أبي عامر.
عرفت أسرة ابن حزم الأندلسي بالإسلام منذ جده الأعلى يزيد بن أبي سفيان، والذين عاشوا في الشام، حيث شارك جده الأعلى يزيد في العديد من الفتوحات الإسلامية، ثم بدأت أسرته باحتلال مكانة رفيعة في الأندلس، ثم نجحت بامتلاك قرية بأكملها، وهي منت ليشم.
مناصب ابن حزم الأندلسيتولى ابن حزم وزارة المرتضي في بلنسية عاصمة مقاطعة فالنسيا في شرق إسبانيا، وتعرض بعدها للهزيمة، كما وقع في الأسر في منتصف سنة 409هـ، ثم عاد إلى قرطبة بعد إطلاق سراحه، وولى الوزارة لصديقه عبد الرحمن المستظهر في رمضان عام 412هـ إلا أنه لم يحتل هذا المنصب سوى شهر ونصف نتيجة قتل المستظهر في ذي الحجة من السنة ذاتها، ثم سجن ابن حزم، وعفي عنه، ثم تولى الوزارة أيام هشام المعتد بالله بين عامي 418هـ-422هـ.
منزلة ابن حزم الأندلسي العلميةأنشأ ابن حزم ما يعرف بالمذهب الظاهري القائم على رفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي التقليدي، والمطالب بضرورة وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو السنة للحكم على شيءٍ ما، بهدف إعاة تأسيس الفكر الإسلامي من أصول الفقه، ونادى أيضاً بضرورة التمسك بالقرآن والسنة، وإجماع الصحابة، وبعدم قبول المصالح المرسلة التي يرى بأنها ليست إلا ظنون.
جرأة وخصوم ابن حزم الأندلسيوصف ابن الحزم بمنجنيق العرب من ابن القيم الذي تتبع كتبه وآثاره، وضرب المثل في لسانه، حيث قيل عنه: (سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان)، فقد كان ابن حزم يبسط لسانه خلال مناظراته على المالكية في الأندلس، مما زاد عدد أعدائه في الأندلس، حيث تعرض لفقهاء عصره المنتفعين من مناصبهم، والذين أحرقوا كتبه، وأجبروه على مغادرة البلاد، الأمر الذي جعله يتألم كثيراً.
وفاة ابن حزم الأندلسيتوفي ابن حزم يوم الأحد في الثامن والعشرين من شعبان عام 456هـ في قريته منت ليشم التي كانت ملكاً له، ورثى نفسه ببعض الأبيات فبل وفاته عندما أحس بقرب أجله، وهي:
فيارب محزون هناك وضاحك
وكم أدمع تزرى وخد محددعفا الله عنى يوم أرحل ظاعنا
عن الأهل محمولاً إلى ضيق ملحدوأترك ما قد كنت مغتبطاً به
وألقى الذي آنست منه بمرصدفواراً حتى إن كان زادى مقدما
ويانصبى إن كنت لمأتزودالمقالات المتعلقة بابن حزم الأندلسي