العلم والعلماء العلم من أهمّ الأمور التي تتسبب في إحداث السعادة للبشر، فكلما تقدم العلم تحسنت أوضاع الناس الصحيّة، والاقتصاديّة، والتعليميّة، وغيرها، هذا عدا ما يحدثه العلم في نفس الإنسان من ثقة بالنفس، وتقوية للمهارات المختلفة، فالعلم هو نبراس التقدم،
العلم هو تراكم الجهود والخبرات المختلفة التي بذلها أشخاصٌ أفنوا حيواتهم في سبيل تحصيلها، وهم من يطلق عليهم العلماء، فالعلماء هم ركيزةٌ أساسيّةٌ من ركائز النهضة لدى الأمم، التي ترغب بشكلٍ جاد في أن تنتقل إلى مراتب الحياة الأفضل، وأن تجلب الراحة لنفسها، وتخلّصها من كافّة الأمراض الاجتماعيّة والثقافيّة، وغيرها التي لا تحمد عقباها. وفيما يلي نبين بعض أبرز الواجبات المنوطة بكافة الجهات على اختلافها نحو العلم، والعلماء على حدٍّ سواء.
واجبنا نحو العلم - تشجيع الناس على التعلّم، وتحبيب العلم إليهم، ويكون ذلك من خلال المؤسسات المعنيّة، والأسرة، والمدرسة، وقادة الرأي، والنخب المجتمعيّة، وغيرهم من الحريصين على إحداث نهضةٍ علميّةٍ حقيقيّةٍ.
- فتح المراكز العلمية المختصة، واحترام كلّ ما يصدر عنها من بحوثٍ، ودراساتٍ، ومنشوراتٍ، ونتائجَ، فمثل هذه المؤسسات هي النواة الحقيقيّة للتطوّر والارتقاء.
- تدريس المواد العلمية بطرق جذابة، ومسلّية، والابتعاد عن تقديمها للمتعلمين بالطرق الجامدة التقليديّة التي تنفرهم منها، وتتسبب لهم بحالة من الملل.
- إقامة المتاحف، والفعاليّات العلميّة المتخصّصة التي تناسب مختلف الأعمار، ودمجها بالتسلية والمتعة، وتخصيص جزءٍ منها لعرض تاريخ تطوّر العلوم ونهضتها مع الزمن.
- توعية الناس بمخاطر التقليل من شأن العلوم، لصالح الخرافات التي لا أصل لها، والتي تستنزف أوقات السذج، الذين يؤمنون بها، ويتبعونها لحلّ مشكلاتهم.
- تقديم الدعم الماليّ للطلبة الموهوبين الذين لا يجدون ما يستطيعون به إكمال دراستهم، فهذا يفيد العلم، والعلماء في آنٍ واحدٍ.
واجبنا نحو العلماء - تقديرهم، وإنزالهم منازلهم التي يستحقونها، فالعالم يبذل الغالي والنفيس في سبيل علمه، وفي سبيل تقديم الفائدة للآخرين، ومن هنا فإن الواجب نحوم يجب أن يكون ضعف أيّ واجب تجاه أيّ إنسانٍ آخر.
- تقديم كلّ ما يحتاجونه من دعمٍ ماديٍّ، ومعنويٍّ حتى يستطيعوا الاستمرار في مسيرة البذل، والعطاء التي بدأوها، فدون هذين الدعمين لن يكون بمقدورهم إخراج إبداعاتهم بالشكل المطلوب.
- تعريف الناس بهم، وجعلهم أيقونات حقيقية في مجتمعاتهم، فالناس جميعهم يجب أن يعرفوا فضل علمائهم عليهم مهما كانت تخصصاتهم؛ نظراً لكونهم أصحاب فضلٍ حقيقيٍّ، وليس وهميٍّ كغيرهم. وفي هذا السياق، فإنّه من الضروريّ تبني عقد ندوات، ومحاضرات لهم، وبشكلٍ مستمرٍّ حتى يتسنى للناس أن ينهلوا من علومهم، ولو الشيء القليل.