يتداول الكثيرون في حياتنا أنّ حواء هي سبب خروج سيدنا آدم من الجنة، و أنّها هي السبب في شقاء البشرية، فلولا أنها أغوته ليأكلا من الشّجرة، لكنّا الآن في الجنة، فهل هذا الكلام صحيح ؟!
الحقيقة أنّ القرآن الكريم وضّح هذه المسألة، يقول الله ـ عزَّ وَجَلَّ ـ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ . فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} البقرة (35 ,36).
فمن الواضح في هذه الآيات أنّ الذنب مشترك بينهما، و من يقرأ القران لا يجد أي دليل على أن حواء هي من أغوت سيدنا آدم، بل إن الله سبحانه و تعالى يعاتب سيدنا آدم على أكله من الشجرة في سورة طه فيقول الله ـ عزَّ وَجَلَّ ـ : {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى* فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } . فالإجابة إذاً واضحة في القران الكريم، حواء لم تغوي آدم للأكل من الشجرة و الخروج من الجنة .
أما في التوراة، فإن حواء هي من أغوت آدم للأكل من الشجرة، كما جاء في النص التوراتي : (( فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ )).
المقالات المتعلقة بهل حواء أغوت سيدنا آدم حتى خرج من الجنة