هارون الرشيد أو المعروف بأبي جعفر هارون بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، المولود في عام مئة وتسعةٍ وأربعين هجرياً في مدينة الري، والمنتهي أجله في عام مئةٍ وثلاثةٍ وتسعين هجرياً في مدينة الطوس، وهو الخليفة العباسي الخامس وواحد من أشهر الخلفاء العباسيين الذي مرّوا على الدولة العباسية، كما قد كان أكثر الخُلفاء ذكراً في المصادر الأجنبيّة وخُصوصاً الألمانية والهنديّة والصينيّة.
يُشار إلى أنّ المَصادر العربية تحدّثت كثيراً عن هذا الخليفة العباسي، إلا أنّها خَلطت الكثير من القصص الخيالية عنه، ولعلّ أشهر المصادر التي تحدثت عنه هو كتاب ألف ليلة وليلة والذي صوّره على أنه غارق في الملذات وشرب الخمر، على الرغم من أنّ الحقيقة على عكس ذلك تماماً فقد عرف بورعه، وحبّه للدين، حيث كان يحج عاماً ويغزو عاماً، كما اشتهر بتأديته لمِئة ركعةٍ في اليوم أثناء تولّيه للخلافة، كما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في حياته، وعمّ فيها الأمن والأمان والرخاء والخير الكثير.
نشأة هارون الرشيدهارون الرشيد هو ابن الخليفة محمد المهدي ووالدته هي الخزران بنت عطاء، تربّى الرشيد مع أمراء القادة والأمراء في الدولة العباسية؛ حيث عاش طفولةً هادئةً ومستقرّةً في كنف والده وجده، وقد تولّى تعليمه وتربيته على يَد عالم النحو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي المعروف بالكسائي؛ حيث لازَمه طوال حياته حتى إنّه أصبح مُعلّماً لابنه محمد فيما بعد.
تدرّب هذا الخليفة على فنون القتال والفروسيّة والرمي منذ صغره، وعندما أصبح الرّشيد شاباً عيّنه والده قائداً في الجيش الذي كان يَضمّ العديد من كبار القادة وأمراء الدولة في حين كان لا يتجاوز خمس عشرة سَنَةً من عمره؛ حيث قاد هذا الجيش حَملةً إلى بلاد الرّوم عام مئةٍ وثلاثةٍ وستين هجريّة؛ حيث استطاع هارون الرشيد محاصرة قلعةٍ روميّة لمدّة ثمانٍ وثلاثين ليلة حتى استطاع فتحها، وقد قام والده المهدي بمكافأته على جهوده وتَوليته على بلاد أذربيجان وأرمينية.
الأسس التي اتبعها هارون الرشيد في الحكمعُرف هارون الرّشيد بحِرصِه على مَعرفة أحوال الناس وأخبارهم من خلال بثّه للعيون والجواسيس في كافة أنحاء الدولة العباسية، كما قد كان يطوف مُتنكّراً بنفسه في الأسواق والمجالس ليعرف كل ما يُقال وما يحدث بين العامة، وهذا ما يفسّر تسمية العصر الذي عاش فيه هذا الخليفة بالعصر الإسلامي الذهبي، وقد تميّز عصره بالحَضارة والعلوم والازدهار الثّقافي والديني بالإضافة إلى الازدهار في الفنّ والموسيقا، كما قد تمّ تأسيس بيت الحكمة في عهده في مدينة بغداد، حيث كانت بغداد في ذلك الوقت هي مركزٌ للازدهار، والمعرفة، والتجارة، والعلم، والثقافة.
المقالات المتعلقة بنبذة عن هارون الرشيد