يُعرف الشّاعر والكاتب أحمد شوقي بأنّه أحد أشهر الشعراء في عصره، بل وأعظمهم عبر العصور الحديثة، فلم يكن شاعر البلاط فحسب، بل لُقّب بأمير الشعراء نتيجةً لمبايعته من كافّة الشعراء العرب في عام ألف وتسعمئة وسبعة وعشرين ليكون أميرهم، هو شاعر التجديد والتحديث، والنهضة الأدبيّة، والصنعة الفنيّة، إنّه رائد من روّاد نهضة اللغة العربيّة.
حياة أحمد شوقيولد الشّاعر أحمد شوقي في مدينة القاهرة في حيّ الحنفي، وكان مولده في عام ألف وثمانمئة وثمانية وستين للميلاد، في اليوم السّادس عشر من شهر تشرين الأوّل. كان والداه ينتميان لأصول غير عربيّة، فأبوه من أصل كرديّ، وأمّه من أصل تركي شركسي.
تكفّلت جدّته لأمّه في تربيته؛ إذ كانت تعمل كوصيفة في القصر زمن الخديوي إسماعيل، الذي تربّى في كنفه، فبدأ بتعلّم القراءة والكتابة عندما أصبح في عمر الرابعة في كتّاب الشيخ صالح، فحفظ هناك بعضاً من القرآن، وعندما التحق في المدرسة الابتدائيّة، ظهر نبوغه واستيعابه، ليُكافأ بأن أُعفيَ من المصاريف المدرسيّة، واستمرّ في رحلة قراءة أمّهات الكتب وخاصّةً كتب الشعر، التي نهل منها.
انتسب إلى مدرسة الحقوق عام ألف وثمانمئة وخمسة وثمانين، وهو لم يتجاوز من العمر الخامسة عشر، ليلتحق بالقسم المنشأ حديثاً فيها وهو قسم الترجمة، حيث تفجّرت مواهبه الشعريّة فيها. سافر بعد ذلك أحمد شوقي إلى فرنسا، كبعثةٍ دراسيّة، وتمّ تسديد النفقات جميعها من قِبَل الخديوي توفيق، وخلال إقامته في فرنسا أسّس مع بعض رفقائه جمعيّةً عُرفت باسم (جمعيّة التقدّم المصري)، وقد كانت لها عدّة أعمال وطنيّة تُناهض الاحتلال الإنكليزيّ، فأقام عدّة صداقات مع زعماء المقاومة الوطنية وخاصّةً مصطفى كامل.
لم يتخلَّ أحمد شوقي عن حبّه للغة العربية، وولعه بها على الرّغم من مدّة الإقامة التي قضاها في فرنسا، فكان منهله الأوّل في الشعر العربي المتنبي، إلاَ أنَّه تأثَّر أيضاً ببعض الشعراء الفرنسيّين، وعلى رأسهم كان الشّاعر موليير وأيضاً الشّاعر راسينا. عندما عاد أحمد شوقي من فرنسا، لم يكف عن امتداح الأسرة الحاكمة في مصر، وخاصّة للخديوي عبّاس الذي أغدق عليه الكثير من قصائد المديح، الأمر الذي أدّى إلى أن يتمّ نفي أحمد شوقي عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر إلى إسبانيا، وهناك كانت له فرصةً كبيرة لأنّ يطّلع على الحضارة الأندلسيّة، إضافةً إلى الأدب العربي الذي كان في أوجه في بلاد الأندلس.
على الرّغم من نفيه خارج بلاده، إلاَّ أنّه لم يكن بعيداً عن متابعة أوضاع بلده مصر، فقد كان يبثّ حزنه في قصائده التي يبكي بها بعده عن أرضه مسقط رأسه، فابتعد بهذا عن شعر المديح الذي التزم به، إلى أن تمّت عودته إلى بلده عام ألف وتسعمئة وعشرين للميلاد.
أعمال أحمد شوقيللشاعر أحمد شوقي عدّة أعمال مطبوعة بين الشعر والقصة والرّواية، وما يُلفت بأنّ أغلب رواياته كانت روايات مآسٍ. وكتبه هي:
توفّي الشّاعر أحمد شوقي يوم الرابع عشر من شهر تشرين الأوّل لعام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثةٍ وعشرين، وكان موته مفاجئاً؛ إذ باغته بعد أن انتهى من كتابة قصيدةٍ مطوّلة، قد حيَّا بها ما قام به شباب مصر بمشروع القرش.
المقالات المتعلقة بنبذة عن أحمد شوقي