المرض وآثاره السلبية يُعتبر المرض أحد حالات الضّعف التي يمرّ بها الإنسان، بل ويُعتبر أكثرها صعوبةً في كثيرٍ من الأحيان، فالأمراض تختلف آثارها باختلاف أنواعها، وباختلاف الإنسان الذي قد تسلّلت إليه، إلى درجة أنّ بعضها قد تتسبّب للمريض بآثارٍ نفسيّةٍ حادةٍ فضلاً عن الآثار الجسديّة الخطيرة التي قد تنتج عنها.
كلّ هذه الأضرار التي قد تُحدثها بعض الأمراض تستلزم من أقارب المريض وأصدقائه، ومعارفه الوقوف معه، وتقديم كافّة أنواع الدّعم والمساندة له حسب استطاعتهم، ولعلَّ أكثر أنواع الدعم هي زيارة المريض، وعيادته، والتخفيف عنه؛ حيث تعكس هذه الزيارة رحمة الزائر، وخوفه، وحرصه على صحة المريض. سنعرض في هذا المقال أهمّ ما يتعلق بزيارة المريض.
أهمية زيارة المريض - تُخفِّف عن المريض آلامه ومتاعبه، وتُدخل الفرحة والسرور إلى قلبه، وتجعله أكثر تفاؤلاً وتتحسن حالته الصحية، ويعود لممارسة حياته بشكلٍ طبيعيّ.
- تزيد من وشائج المحبّة، والتراحم، والتلاحم بين أبناء المجتمع الواحد.
- تُعدّ بوابةً لزيادة أعمال البرّ، والإحسان، والخير بالنسبة للزائر، فزيارة المريض هي أكبر العظات التي قد تُبعد الإنسان عن طريق الانحراف، وتجعل قلبه معلّقاً بهدفٍ إنسانيّ نبيلٍ، عوضاً عن حياة اللهو، واللامبالاة.
- قد يكون فيها انتشالٌ لعائلة المريض من معاناة تعانيها بسبب مرض مُعيلها أو أحد أفرادها، خاصّةً إذا كانت هذه العائلة من العائلات الفقيرة، والزائر ميسور الحال يمتلك القدرة على تحسين أوضاعها المادية، وتوفير كافة متطلّباتها.
آداب زيارة المريض - عدم إطالة وقت المكوث عند المريض، وإرهاقه، وإرهاق أسرته معه، فزيارة المريض يجب أن تستوفي أغراضها بأسرع وقتٍ ممكن.
- عدم اصطحاب العديد من الأفراد عند زيارة المريض؛ بل يجب أن تقتصر على عددٍ محدودٍ من الأشخاص، فبعض المرضى قد يكونون في أوضاعٍ حرجةٍ لا تسمح لهم برؤية عددٍ كبيرٍ من الناس.
- مراعاة حرمة المريض خاصةً إن كانت امرأة، ففي هذه الحالة يجب أن تقتصر زيارتها على محارمها، وعلى النساء قدر المستطاع، ودون إطالة المكوث؛ فالمرأة قد تحتاج إلى التخفّف من بعض ثيابها في كثير من الأحيان، كما أنّها قد تكون تعاني من بعض الأمراض الخاصة في أحيانٍ أخرى، الأمر الذي قد يتسبّب لها بكثيرٍ من الحرج، وهذا الأمر يُطبّق عند زيارة الرجل الذي يعاني من بعض المشاكل الخاصة أيضاً.
- عدم الدخول في أدقّ الخصوصيات، والحديث في العموميات، ومحاولة إضفاء جوٍّ من المرح، والتفاؤل على المريض، والبعد عن أجواء الكآبة.
- الامتناع عن القيام بالممارسات السلبيّة أمام المريض، وعلى رأسها التدخين.
إذا كان المرض قد استفحل في جسد المريض، وبدأ يلتقط أنفاسه الأخيرة، يُفضّل الابتعاد عن زيارته والاكتفاء بالدعاء له، والاطمئنان بالهاتف عن أحواله الصحيّة من عائلته.