من هو أول شهيد فى الإسلام

من هو أول شهيد فى الإسلام

سمية بنت الخياط أول شهيد في الإسلام

لم يكنْ أول شهيد في الإسلام رجلاً، بل كانت امرأة مسلمة، وهي سمية بنت الخياط، والتي كانت أمّة حبشية لأبي حذيفة بن مغيرة، حيث كانت تقوم على خدمته، وكانت فقيرة لا تملك من القوة شيئاً، وبعد أن تزوجت من ياسر بن عمار، أعتقها سيدها وأصبحت حرّة، وتعتبر سمية بنت الخياط من أشهر الصحابيات اللواتي عايشنَ بداية الدعوة الإسلامية، وفي وقتنا الحاضر يتم تداول قصة صبرها وثباتها في الكتب الدينية المختلفة، والمناهج الدراسية خاصة في المرحلة الابتدائية، حيث تضرب الأمثال بصبرها وثباتها العظيمين.

وبعد مجيء الإسلام إلى الجزيرة العربية، دخلت سمية في الإسلام مع زوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر، وهي سابع سبعة من الذين أظهروا إسلامهم من غير بني هاشم، وثاني امرأة دخلت في الإسلام، وكانت وفاتها في مكة، بعد أن قام عمرو بن هشام والمكنى بأبي الحكم بطعنها في دبرها، في منطقة رمضاء مكة، وذلك بسب عدم قبولها بالكفر بالله، وسبّ محمد -عليه الصلاة والسلام-، مما جعلها أول شهيدة في الإسلام، وبعد موتها أطلق الرسول -عليه الصلاة والسلام- لقب أبي جهل على أبي الحكم؛ بسبب قتله سمية وغيرها من المسلمين.

واستشهدت سمية وهي عجوز ضعيفة، فقيرة، ثابتة على الحق، وكانت حاملاً، أما قاتل سمية "أبو جهل"، فقد تم قتله في معركة بدر الكبرى على يد معاذ بن الحارث، وعبدالله بن مسعود الذي أجهز عليه بعد عدة طعنات من ابن الحارث، وبعد قتل أبي جهل خاطب الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمار بن ياسر قائلا: "قتلَ اللهُ قاتلَ أمِّكَ يا عمار".

تعذيب المشركين لآل ياسر

عذب المشركون آل ياسر عذاباً أليماً، وتلقوا منهم شتى أنواع العذاب والحرمان، ولكن آل ياسر لاقوا مرّ العذاب وآلامه بالصبر والثبات، ولم يستسلموا ويضعفوا للمشركين، واستمروا بترديد كلمات التوحيد طيلة فترة عذابهم، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يمر بآل عمار وهم يعذبون فيصبرهم ويبشرهم بالجنة، ولقد لقي عمار بن ياسر عذاباً شديداً من كفار بني خزامة، حيث قاموا بتقييده بالحديد، وجلده تحت أشعة الشمس، حتى أنه لم يطق التحمل والصبر على مصابه، مما اضطره إلى الكفر، وسبّ الرسول -عليه الصلاة والسلام-، الأمر الذي أفرح المشركين بنيل جزء من مرادهم، لذلك قاموا بفكّ رباطه والعفو عنه، فأخذ عمار بن ياسر يبكي بكاءً شديداً ويشعر بالندم على ما صدر منه، والخجل من ملاقاة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فنزلت بشأنه آية كريمة في قوله تعالى: "من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"، مما خفف عليه مصابه بعد سماع هذه الآية، ثم هاجر عمار إلى المدينة المنورة، وشارك بعدة حروب وغزوات، حتى استشهد في معركة صفين، ومن أشهر أعماله بناء مسجد قباء.

المقالات المتعلقة بمن هو أول شهيد فى الإسلام