محتويات
- ١ مفهوم السلفية
- ٢ أشهر الحركات السلفية الإصلاحية الحديثة
- ٣ موقف السلفية من الجماعات الإسلامية
- ٤ أهم قضايا العقيدة السلفية
- ٥ منهج السلفية في التلقّي والاستدلال
- ٦ المراجع
مفهوم السلفية السلفيون أو السلفية هذه الكلمة تَدلّ على النسبة إلى السلف الصالح -رضي الله عنهم-، وهم أهل القرون الثلاثة الأولى المُفضلة كما وَرد في الحديث الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه: (خيرُ النَّاسِ قَرني، ثمَّ الَّذين يَلونَهم، ثمَّ الَّذين يَلونَهم، ثمَّ يجيءُ أقوامٌ: تَسبقُ شهادةُ أحدِهم يمينَهُ ويمينُه شهادتَه)[١]؛ فمن سار على نهج السلف الصالح واقتفى أثرهم، واهتدى بهديِهم، فهو سلفي.[٢]
إنّ عماد منهج السلفية هو لزوم طريقة الصحابة التي كانوا عليها من التمسك بالقرآن والسنّة علماً وعملاً، والتمسك بهما فهماً وتطبيقاً، وهذا المنهج الذي يستند إلى القرآن والسنة باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكل من يلتزم بمنهج السلف الصالح فهو ينسب إليهم،[٣] أما من عُرف ببدعة، أو اشتهر بلقبٍ غير مُرضٍ فهو خارج عن منهج السلف، ولا تصح نسبته إلى السلف الصالح.[٤]قال عليه السلام: (لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ علَى الحقِّ، لا يضرُّهم مَن خذلَهُم، حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّهِ وَهُم كذلِكَ)[٥]
أشهر الحركات السلفية الإصلاحية الحديثة توجَد العديد من الحركات السلفية الإصلاحية الحديثة، ومن أشهر الحركات السلفية المحسوبة منَ الحركات الإصلاحية الحديثة والتي تنسب إلى منهج السلف الحَركات الآتي ذكرها:[٤]
- حركة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، وقد دعت حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتي أُطلق عليها لاحقاً الحركة الوهابية إلى تنقية مفهوم التوحيد، وحاربت هذه الحركة الإصلاحية المعاصرة الشرك ووسائله ودعاته، وقضت على الكثير من البِدع والخرافات، وأحيت فريضة الجهاد.
- جمعية أهل الحديث: تُعتبر جمعية أهل الحديث من أقدم الجمعيات بل من أقدم الجماعات الإسلامية في منطقة شبه القارة الهندية، ومن مَقاصد جمعية أهل الحديث: تصفية الإسلام وتنقيته من البدع والخرافات، واتباع منهج الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح في العلم والعمل، ومن أبرز ما عُرفت به نبذ التعصّب المذهبي.
- جماعة أنصار السنة المُحمدية، قامت جماعة أنصار السنّة المحمدية في مصر أولاً، ثم انتشرت هذه الجماعة في غيرها من الدول، وقامت على أساس التوحيد الخالص لله -سبحانه وتعالى- وعلى منهج السنّة الصحيحة، وتطهير الاعتقاد وتنقيته، ونبذ جميع البدع والخرافات، وجَعلت ذلك كله شرطاً من شروط عودة الخلافة الإسلامية، والنّهوض بالأمة الإسلامية.
موقف السلفية من الجماعات الإسلامية تقف الجماعة السلفية من باقي الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة الإسلامية موقفاً مُعتدلاً لا يعدو موقف أيّ إنسانٍ مسلم من أخيه المسلم؛ فجميع الجماعات الإسلامية ذات المنهج الصحيح العاملة لخدمة الإسلام تقف في خندقٍ واحدٍ، والجماعات الإسلامية والمسلمون الأصل أن يكونوا كالبنيان الواحد المرصوص، يشد بعضه بعضاً، والسلفيون يقبلون الحق من أيِّ طرفٍ كان، ويقوم منهجهم على التجاوز عن المُسيء، والسعي إلى وحدة الصف الإسلامي، والحرص على تأليف القلوب، والعمل على جمع كلمة الأمة، ونبذ النظرة الحزبية الضيقة، والولاءات المحدودة، والانطلاق إلى فضاء الإسلام وعمومه وشموله، وسعته، والمحافظة على قاعدة: موالاة الإنسان ومحبته على قدر دينه، ومُعاداة وبُغض الإنسان على قدر عصيانه وبعده عن الله؛ فالدعوة السلفية تدعو إلى الإسلام الحقيقي الصافي النقي الذي يخلو من أدران الشرك وكل ما يتعلق بالشرك من الخرافات والخزعبلات والبدع والمنكرات، وتُعزز الدعوة السلفية في شخصية الفرد والإنسان المسلم مفاهيم الولاء، والبراء، والحرص على عدم التعلق بالأشخاص والأفراد، بل ونبذ التعصب للأشخاص، ونبذ التعصب للأسماء واللافتات .[٤]
أهم قضايا العقيدة السلفية من أهمّ وأبرز القضايا العقائدية التي تتبناها الدعوة السلفية، وتتصدر للدفاع عنها بكل حزمٍ وثبات كونها عقيدة تتعلق بأصول الإسلام مسألةُ الصِّفاتِ، أي صفات الله تبارك وتعالى؛ حيث إنّ أكثر الخلاف العقائدي هو في صفات الله سبحانه وتعالى. تناول أهل العلم مسألة صفات الله تعالى في نقاشهم أخذاً وردّاً، وخلاصة القول والرأي في العقيدة السلفية حول هذه المسألة أنّ الأحاديث والآيات المُتعلقة بالصفات يجب تمريرها كما جاءتْ في القرآن والسنة، فيكون فهمها وتفسيرها كما وردت من غير أي تَعطِيلٍ للصفات، أو تأويل الصفات عن غير معناها الظاهر، أو تشبيهٍ لصفات الخالق بصفات المخلوق، أو حتى تمثيلٍ؛ فيثبت السلفيون أن لله يدًا، ولكنّهم يؤمنون أنّ يد الله ليست كأيدي المخلوقات؛ فهي يدٌ تليقُ بجلاله سبحانه وتعالى، وتليق بكماله، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[٦]، ويثبت السلفيون أنّ الله سبحانه ينزلُ، ولكنّ نزوله ليس كنُزُول المخلوقات، وإنّما ينزل نزولًا يليقُ بجلالهِ، ويليق بكمالهِ سبحانه وتعالى.[٢]
منهج السلفية في التلقّي والاستدلال يَعتمد مَنهج السلفيّة على عدة قواعد وأصول، وهذه القواعد والأصول تضبط منهج التلقّي والاستدلال، ومن أهم هذه القواعد ما يأتي:[٢]
- مَصدر العَقيدة المعتمد هو كتاب الله، وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- الصحيحة، وكذلك إجماع السلف الصالح.
- كلّ ما صح من سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- يجب قبوله، حتى إن كان من أخبار الآحاد.
- المرجع الصحيح في فهم القرآن والسنّة هو النصوص التي تبيّنها، وكذلك فهم السلف الصّالح لها، وفهم من سار على هديهم ومنهجهم من الأئمة، ثم يأتي بعد ما تقدّم في الترتيب ما صحّ من لغة العرب.
- أصول الدين الإسلامي كلها، قد بيّنها الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وليس لأحد أن يُحدِث شيئًا في الإسلام زاعمًا أنّ ذلك من الدّين بعد رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
- التسليم لله وللرسول -عليه الصلاة والسلام- ظاهرًا وباطنًا، فلا تتمّ مُعارضة شيء من القرآن أو السنة النبوية الصحيحة بقياس، ولا مُعارضته بذوق أو تشهي، ولا بكشف، ولا بقول شيخ، ولا بكلام إمام؛ فالقرآن والسنّة هما الأساس ويَجب التسليم لهما.
- العقلُ الصّريح يُوافق النقل الصحيح، ولا يُمكن أن يَتعارضا مُعارضةً حقيقيةً قطعيًا، وعند توهُّم وجود التعارض يُقدَّم النقل الصّحيح على العقل.
- يجب التزامُ الألفاظ الشرعيّة في العقيدة، كما يَجب تجنُّب الألفاظ البدعية، وتَجنّب الألفاظ المُجملة التي تحتَمل الخَطأ والصواب حتى يتم الاستفسار عن مَعناها، فما وُجد حقًا فهو ثابتٌ بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً فإنّه يُرد.
- العِصمة ثابتة لرسول الله -عليه الصلاة والسلام-، والأمة الإسلامية في مجموعها وعند إجماعها على رأي مَعصومةٌ من الاجتِماع على باطلٍ أو ضلالة، وأمّا آحاد الأمّة وأفرادها فلا عصمة لأحدٍ منهم، وما اختلَف فيه الأئمة من المسائل وما اختلف فيه غيرهم فمَرجعه إلى كتابِ الله وسنّة نبيه، مع إعذار مُجتهدي الأمّة إن وقعوا في الخطأ في الاجتِهاد.
- الرؤيا الصالحة حقٌ، وتُعتبر جزءاً من النبوّة، وكَذلك الفَراسة الصادقة المُطابقة للواقع حق، وهي كَراماتٌ ومُبشرات، على شَرط مُوافقتها للشرع، وليست هذه جميعها مَصدرًا للعَقيدة الإسلامية، ولا مَصدراً للتّشريع.
- المُجادلة بالحُسنى مشروعة، وأمّا المراء في الدين فهو مذموم، وما صحّ النهي عن تناوله والخوض فيه فإنّه يجب امتثال ذلك والالتزام به، ويجب الابتعاد عن أيّ خوضٍ فيما لا علم للمسلم به، بل يَجب على المُسلم تفويض علم ذلك إلى الله سبحانه.
- يجب الالتزام بالمنهج الربّاني ومنهج الوحي في الرد، كما يجب ذلك في الاعتقاد والتقدير، فلا يتمُّ ردّ بدعةٍ ببدعة، ولا مُقابلة التّفريط بالغلو، ولا عَكس ذلك.
- كل أمرٍ مُحدثٍ في الدين فهو بدعة، وكل بِدعةٍ ضلالة، وكلُّ ضلالةٍ في النار.
المراجع ↑ رواه البخاري، في صَحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2652، صحيح. ^ أ ب ت محمد حسين يعقوب (22-5-2014م)، "ما هي العقيدة؟ وما هي السلفية؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2017م. ↑ محمد صالح العثيمين (9-1-2012م)، "ما هي السلفية"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2017م. ^ أ ب ت مجموعة من طلاب العلم (27-10-2003م)، "السلفية تعريفها ومنهجها وموقفها من الجماعات الأخرى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2017م. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 1920، صحيح. ↑ سورة الشورى، آية: 11.