من هم الكنعانيون

تعتبر كنعان إحدى أهم المناطق الحضارية على مستوى العالم، وهي من المناطق السامية التي انتشرت في بلاد الشام (فلسطين ولبنان وأجزاء من سورية وأجزاء من الأردن)، وجاء الكنعانيين في إحدى أهم مناطق العالم آنذاك، والتي كانت محل نزاع بين الدول آنذاك، وللمفارقة التاريخية، فمع التطور التكنولوجي وتغير الحياة بتغير أهمية المناطق بحسب المستجدات التي طرأت على الساحة العالمية، لا زالت هذه المنطقة على وجه الخصوص محل نزاع الدول العالمية وربما بطريقة أشرس مما مضى.

سمي الكنعانيون بهذا الاسم، لأن أصل هذه الكلمة يعود إلى " كنع "، و" كنع " هي كلمة مشتقة من اللغة السامية والتي تعني المنخفض بحسب اللغة السامية القديمة. وقد تمت تسميتهم بهذا الاسم بسبب أنّهم سكنوا في المواقع المنخفضة من الأرض. الكنعانيون بحسب ما جاء في التوراة، يعودون في أصولهم إلى حام بن نوح، ونسبهم إلى حام هو عادة يهودية، حيث أن عادة اليهود كانت نسب الأعداء كلهم المعادين لليهود إلى حام بن نوح.

تاريخ الكنعانيين يعود في أصله إلى العائلة السامية، فقد تمركز الكنعانيون في المنطقة المذكور سابقة وهي بلاد الشام، وأحكموا سيطرتهم على هذه المنطقة جيداً، ومن هنا فقد اشتهرت هذه المنطقة باسم " أرض كنعان "، أما أصلهم قبل أن يستقرّوا في فلسطين وبلاد الشام، فقد تم وضع العديد من الفرضيات لتحديد الأماكن التي جاء منها الكنعانيون منذ القدم، فهناك من قال أنهم نماردة كابن تيمية – رحمه الله -، وهناك من قال أنهم جاؤوا إلى هذه المنطقة واستقروا فيها بعد أن هاجروا من شبه الجزيرة العربية، ولكن بعد فحص الآثار الكنعانية في فلسطين على وجه الخصوص وتحديداً مدينة أريحا، تم اكتشاف أن هذه الآثار تعود في أصولها إلى فترة تسبق تواجد الكنعانيين في هذه المنطقة. أخيراً فإنّ أبرز الدراسات الحديثة التي تعلّقت بخصوص هذا الموضوع ترجع أصل الكنعانيين إلى أفريقيا، حيث أنهم كانوا قد قدموا إلى هذه المنطقة بعد أن انهارت الحضارة الغسولينية في فلسطين، قبل ما يقترب من 3300 عام قبل ميلاد السيد المسيح.

من أهم الطقوس الدينية التي ارتبطت بالكنعانيين هي الاغتسال والتطهر، أيضاً فإنّ من أبرز وأهم العادات الكنعانية القديمة هي صهر التماثيل وقرع الطبول إلى جانب الأعياد المختلفة والألواح الجنائزية التي تكون مثبة بالطين. أمّا اللغة التي كان الكنعانيون يتحدثون بها فهي اللغة السامية القديمة والتي تتشابه إلى أبعد حد مع لغة العموريين.