أين تنبت شجرة الزقوم

أين تنبت شجرة الزقوم

نعيم الجنّة وعذاب النّار

جعل الله تعالى الدنيا دار الأعمال الّتي يعمل فيها العبد ما يشاء، ولكن جعل هناك يوماً للحساب على هذه الأعمال، فمن كان صالحاً دخل الجنة وتنعّم بنعيمها، ومن كان فاسداً فإنه يدخل النار ويذوق من عذابها - والعياذ بالله-.

طبيعة البشر بأنهم يؤمنون بما يرونه أمام أعينهم ويتشكّكون بما لم يروه، لذلك ذكر الله عز وجل الكثير من الآيات الّتي تدل على الفرق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة من أجل أن يجتهدوا ولا تفتر همتهم.

يختلف نعيم الجنة عن النعيم في الدنيا، ففي الجنة الخيرات الكثيرة الّتي لا تنقطع، كما أنّ ثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم مختلف تماماً عن ما هو عليه في الأرض؛ فطعام أهل الأرض - الّذي ينتج عنه الغائط والبول يختلف عن طعام أهل الجنة، ولا توجد بين أهل الجنة الغيرة والبغض والكراهية وغيرها من المشاعر السلبيّة كما هي الحال بين أهل الأرض.

تتعدد صنوف العذاب في جهنم كلٌ حسب عمله، فجهنم طبقات لا يستوي الحساب بين الناس فيها، فمنها البكاء بالدم بدلاً من الدموع وربط الأغلال في أعناقهم، كما أنّ طعامهم من شجرة الزقوم وشرابهم من الحميم وهذا نوعٌ آخر من العذاب.

شجرة الزقوم

هي شجرةٌ تنبت في قعر جهنّم وتمتد أغصانها عبر طبقات جهنّم، أعدّها الله عز وجل للكافرين والفاسدين الذين يدخلون النار ويتعذبون فيها، فهي تعتبر طعامهم، حيث إنّهم يشعرون بالجوع الشديد في جهنم وعندما يتناولون من هذه الشجرة ويشبعون تغلي في بطونهم كغلي الحميم، فيركضون باتجاه الحميم في جهنم حتى يطفئوا نارها فيشربون من هذا الحميم إلى أن تتقطّع أمعاؤهم، قال تعالى : ( إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ) الدخان.

الشجر في الدنيا يدل على الخير والعطاء بينما شجرة الزقوم هي رمز للشر والعذاب، كما أنّ الله قال عنها أن طلعها كالشياطين وطعمها مر، ولكن هناك من شكك حول كيفية وجود شجرةٍ تنبت في النار مع أن النار حارقة، فكان هذا ابتلاءً لهم واختباراً على صدقهم لوعد الله عز وجل، فالله تعالى قادرٌ على كل شيء فكما أحيا العظام وهي رميم يوم البعث ألا يستطيع أن يُنبت شجرة في النار!!، ربما تكون هذه الشجرة تختلف عما هي عليه أشجار الأرض في طبيعتها وحاجاتها والله تعالى أعلم، فسبحان الخالق عز وجل والقادر على كل شيء.

المقالات المتعلقة بأين تنبت شجرة الزقوم