متى تم فتح القسطنطينية

متى تم فتح القسطنطينية

فتوحات الدولة العثمانية

تُعتبر دولة الخلافة العثمانيّة واحدةً من أهمّ الدول التي مرت في التاريخ الإسلامي، فقد استطاعت هذه الدولة تحقيق العديد من الإنجازات، وعلى رأسها الفتوحات، وعَلى رأس الفتوحات فتح مدينة القسطنطينية، والتي تُعرف اليوم بمدينة إسطنبول؛ إذ يُعتبر هذا الفتح واحداً من أعظم الفتوحات؛ كونه استطاع تغيير شكل المنطقة برُمَّتها. فيما يلي نَستعرض بعضَ التفاصيل المتعلّقة بفتح القسطنطينية.

تاريخ فتح القسطنطينية

فتح العثمانيون مدينة القسطنطينية في عام ثمانمئة وسبعة وخمسين من الهِجرة، وتَحديداً في شهر جُمادى الأولى، وقد وَافق هذا التاريخ شهر مايو من عام ألفٍ وأربعمئة وثلاثة وخمسين من الميلاد، وقد قاد هذا الفتح القائد العثماني المسلم محمد الفاتح -رحمه الله- وكان حينها لا يزال شابَّاً في مُقتَبَلِ العمر.

كان فتح مدينة القسطنطينيّة هاجساً من هواجس المسلمين منذ القدم، وهذا ما دفع السلطان الشاب إلى نيل شرف المحاولة، فبدأ أولاً ببناء حصنٍ يُشرِف على مضيق البوسفور، مقابل ذلك الحصن الذي بناه السلطان بايزيد الأوّل في البر الآسيوي، وبهذا فقد استطاع السلطان محمد الفاتح قطع الإمدادات التي كانت تصل إلى مدينة القسطنطينية، كما أنّ ذلك كان إشارةً قويّةً لإمبراطور المدينة بأن السلطان الفاتح قد عقد العزم على السير إلى المدينة، وفتحها، وهنا عرض الإمبراطور على السلطان محمد الفاتح دفع الجزية، غير أن السلطان رفض الطلب.

بعد أن تلقَّى الإمبراطور الرفض من السلطان محمد، أرسل في طلب النجدة من الأوروبيين، فأرسلوا له المدد، الذي وصل في الوقت الذي كان العثمانيون قد بدؤوا فيه بضرب الحصار على المدينة، حيث اصطدمت القوتان معاً، واستطاع الأوروبيون التسلل إلى منطقة القرن الذهبي وهي شبه جزيرة تقع في الجزء الأوروبي من مدينة اسطنبول التركية، وتحتوي اليوم على العديد من المعالم المهمّة؛ كأيا صوفيا، والباب العالي.

اعتمد القائد محمد الفاتح على بثِّ الروح المعنوية العالية لدى جنوده، كما أكّد للجيش على أهمية تمثُّل أخلاق الإسلام أثناء المعركة، وذلك بعدم التعرُّض لدور العبادة، أو لأحدٍ من الناس غير المحاربين، ومنهم القساوسة بسوء.

استغلَّ العثمانيون منطقةً من الحصن تمتاز بأسوارها الضعيفة، فدكوها بالمدافع، واستطاعوا دخول المدينة في فجر يوم الخامس عشر من شهر جمادى الأولى؛ حيث سيطروا على المدينة كاملةً، وأمَّن السلطان المسيحيين على حيواتهم، وأعطاهم حريّة ممارسة شعائرهم، ومن الأمور المميّزة في حصار القسطنطينية أن العثمانيين -خلال هذه الفترة- استطاعوا العثور على قبر الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري، والذي استشهد على أسوار هذه المدينة العظيمة خلال محاولة المسلمين لفتحها أيام الدولة الأموية، وقد بني في موقع القبر مسجد صار من أهم معالم المدينة، وصار المكان الذي يتم فيه تسليم السلطان العثماني الجديد سيف عثمان أرطغل، وهو من أسّس دولة العثمانيين.

المقالات المتعلقة بمتى تم فتح القسطنطينية