في التاريخ الإسلامي هم أهل يثرب الذين ناصروا رسول الله في الإسلام محمد بن عبد الله. وهم ينتمون إلى قبائل الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث. هاجروا إلى يثرب بعد سيل العرم الذي أودى بسد مأرب فدخلوها بعد أن حاربوا بها يهود حتى استقر لهم الأمر بها، وكانت بين الأوس والخزرج حروب طوال قاسية كان آخرها يوم بعاث قبل الهجرة النبوية.
تعرّض النّبي عليه الصّلاة والسّلام منذ مبعثه إلى يوم هجرته إلى كثيرٍ من الأذى والإضطهاد من قريش وزعمائها، فقد عذّبوا المسلمين أكثر من مرّةٍ، ولم يسلم نبي الله محمّد عليه الصّلاة والسّلام من أذاهم وشرورهم، وقد كان النّبي الكريم يتعرّض للقبائل التي تأتي لمكّة في موسم الحجّ ويعرض عليها الإسلام والإيمان بدعوة الله تعالى، وقد سمع نفرٌ من المدينة وكانت تسمّى يثرب بدعوة النّبي الكريم فلامست كلمات النّبي شغاف قلوبهم فآمنوا بالإسلام وبايعوا النّبي بيعة العقبة الأولى ثمّ بايعوه بيعة العقبة الثّانية، وقد كان من جملة ما بايعه هؤلاء القوم المؤمنين أن يحموا رسول الله وينصروه.
استبشر النّبي عليه الصّلاة والسّلام بنصرة سكان يثرب لدعوته وإيمانهم بها، فعزم على الهجرة إلى يثرب حتّى يأسّس أوّل دولةٍ إسلاميّة فيها، وعندما وصل إلى يثرب استقبله أهلها أجمل استقبال وفرحوا لذلك فرحًا شديدًا، وقد نزل النّبي في منزل رجل من سكّان يثرب يدعي أبو أيوب الأنصاري، ثمّ شرع النّبي الكريم في بناء المسجد يعاونه في ذلك المهاجرين وسكان المدينة، ثمّ آخى النّبي بين المهاجرين وسكان المدينة الذي سمّوا بالأنصار لنصرتهم نبي الله عليه الصّلاة والسّلام.
قدّم الأنصار للمهاجرين كلّ ما يحتاجونه من مؤونة، وقد شركوهم في كلّ شيء حتّى أنّ بعضهم ممّن كان متزوجًا من أكثر من زوجة كان يأتيه أخوه المهاجري ويقول له انظر من بين زوجاتي من تريد لأطلقها حتّى تتزوّجها في أعظم تجليّات الأخوة بين المسلمين، وقد ضرب الأنصار أروع المثل في العطاء والبذل والتّضحية، وقد أصبحت مدينتهم يثرب التّي سمّيت بالمدينة المنوّرة من أكثر الأماكن بركةً وقدسيّة في ذهن المسلمين عبر التّاريخ، كما كانت منطلقًا لخروج الجيوش الإسلاميّة لردّ عدوان الكفّار في أكثر من معركة.
اتصف الإنصار بكثيرٍ من الصّفات الحسنة والأخلاق النّبيلة التي تبوؤا بسببها مكانةً كبيرةً ودرجةً رفيعةً في نفوس النّبي وصحبه، فإلى جانب البذل والعطاء والكرم الذي كانوا يتّصفون به، فقد كانوا من أطهر النّاس حيث مدحهم الله في كتابه بأنّه يحبّون أن يتطهّروا والله يحبّ المتطهّرين، وبعد غزوة حنين وحينما انتصر المسلمون على أعدائهم حازوا على كثيرٍ من الغنائم بعد المعركة، وقد وزّع النّبي أكثرها على من كان يريد أن يتألّف قلبه من كفّار قريش، فوجد الأنصار في نفسهم شيئًا، فسارع النّبي الكريم إليهم ليخطب فيهم خطبةً مبّينةً فضلهم ومكانتهم، وكان ممّا فيها قوله لولا الهجرة لكنت واحدًا من الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، الأنصار شعار والنّاس دثار، رحمهم الله تعالى ورضي عنه جميعاً.
المقالات المتعلقة بمن هم الأنصار في عهد الرسول