محمّد بن عبد الله بن المطلب، ولد بمكة، في ربيع الأول من عام الفيل، قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة، توفي عن سن يناهز الثلاثة والستين عاماً، هو خير خلق الله، وإمام المرسلين، وخاتم النبين، النبي الأمي محمّد صلّى الله عليه وسلّم أحب الناس إلى الله سبحانه وتعالى، أبوه عبد الله، وأمه آمنة بنت وهب، توفي والداه وهو طفل صغير، فرباه جده عبد المطلب، ولما توفي جده رباه عمه أبو طالب، مرضعته حليمة السعدية، أحبه عمه أبو طالب حباً شديداً، عمل في رعاية الغنم في صغره، ثم في التجارة، اتصف بالصادق الأمين، تزوج من أمنا خديجة بنت خويلد، التي ضحت بأموالها من أجل الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
نزول الوحي على محمّد صلّى الله عليه وسلّمكان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يتعبد في غار حراء، وفي يوم كان جالساً يتعبد، فنزل الله عليه الوحي جبريل عليه السلام وأمره بالقراءة، ونزل قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) [سورة العلق: 1-2]، فذهب إلي بيته يرتجف خوفاً، ويقول لزوجته خديجة: دثريني، دثريني، فدفأته وهدأته، وأخبرها بما حصل معه، فأخبرته بأنها النبوة، وكانت أول من آمن به من النساء، وصديقه أبو بكر الصديق أول من آمن به من الرجال، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أول من آمن من الصبيان، ونقول كرم الله وجهه ؛ لأنه لم يسجد لصنم، وكان من صفات الرسول الصدق والأمانة، وكان كفار قريش يضعون أموالهم معه، ليتاجر بها، وبشر به الأنبياء السابقين، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) [سورة الصف: 6]، ومن الصفات التي عرف بها لتأكيد نبوته: خاتم النبوة الذي بين كتفيه، ويقبل الهدية ويرفض الصدقة.
زوجات محمّد صلّى الله عليه وسلّمتزوج الرسول من تسع نساء في وقت واحد، ومن أسماء زوجاته: خديجة بنت خويلد، سوده بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر بن الخطاب، زينب بنت خزيمة، أم سلّمة، زينب بنت جحش، جويرية بنت الحارث، مارية القبطية، أم حبيبة، صفية بنت حيي، ميمونة بنت الحارث.
أبناء محمّد صلّى الله عليه وسلّمرزق الرسول بثلاث أولاد، هم: القاسم، وعبد الله، وإبراهيم رضي الله عنهم، ورزق بأربع بنات، هن: زينب رضي الله عنها، وكانوا يسمونها زينب الكبرى؛ لأنها أول مولود للرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتميزاً لها عن زينب الصغرى ابنة شقيقتها فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وابنة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ورزق الرسول أيضاً من البنات: السيدة رقية، والسيدة أم كلثوم، والسيدة فاطمة الزهراء.
كل أبناء الرسول صل الله عليه وسلّم من السيدة خديجة رضي الله عنها، إلا إبراهيم من مارية القبطية، وتوفي جميع أبناء الرسول في حياته، إلا فاطمة الزهراء توفت بعده، وكانت أحب أبنائه إلى قلبه، وأكثرهم شبهاً به، وكانت عائشة رضي الله عنها أحب زوجات الرسول إلى قلبه.
النبي محمّد هو النبي الوحيد الذي أُرسل للناس كافة، وأكرمه الله بمعجزة القرآن الخالدة، وهناك معجزة انشقاق القمر، وتسبيح الحصى بين يديه، وحنين الشجرة له، وهو النبي الوحيد الذي يشفع لأمّته يوم القيامة.
المقالات المتعلقة بسيرة الرسول محمد