خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس لأهله، وأفضلهم معاملةً لرحمه وأقاربه، كيف لا وهو النبي العظيم الذي كان مثالاً في الأخلاق الرفيعة، والخصال الحميدة، التي أهلته لأن يكون خاتم النبيين والمرسلين، وأفضل الخلق أجمعين.
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع رحمه تمثل هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع رحمه في جوانب عدة من جوانب السلوك الإنساني، ومن أبرز مظاهر هذا التعامل نذكر:
- حسن العشرة ولين الجانب: كان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الناس تعاملاً مع رحمه، كما كان يحسن معاشرتهم ويلين جانبه معهم، سواء كان هذا التعامل مع أبنائه، أو زوجاته، أو أقربائه.
- مساعدة أهله في مهمات الحياة: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في بيته متكئاً على أريكته، وإنّما كان في بيته في مهنة أهله، يخصف نعله، ويرقع ثوبه، يعين أهله في شؤون البيت حتى إذا حانت الصلاة خرج إليها.
- الرفق بأهله: قد كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيماً بأهله، مشفقاً عليهم، رفيقاً بهم، لا يكلفهم من الأمور ما لا يطيقون.
- مواساة أهله في حالات الضيق والحزن: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على مواساة رحمه، فقد ثبت في الحديث الصحيح أنّه جاء يوماً يسأل عن ابن عمه وزوج ابنته علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالت له ابنته فاطمة أنهما تغاضبا فخرج ولم يعد، فخرج النبي الكريم يلتمس علياً فوجده نائماً بقرب المسجد وقد انهال التراب عليه، فأزاح التراب عنه بيده الطاهرة وهو يقول قم أبا تراب، قم أبا تراب.
- حب صغارهم، والحنو عليهم: دخل بعض الأعراب يوماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبّل الحسن والحسين، فقال له إن لي عشرة من الأبناء ما قبلت واحداً منهم، فقال له النبي صلى الله غليه وسلم: (وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك)[صحيح ابن حبان].
- التماس الأعذار لأهله: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس الأعذار لنسائه، ولا يستغرب من مشاعر الغيرة التي تظهر منهنّ، ومثال على ذلك غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها التي ظهرت في مواقف كثيرة، وكان النبي في كلّ مرّة يلتمس لها العذر في ذلك ولا يغضب عليها أو يعنفها.
- الاستماع إلى أهله ومشاورتهم:استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مشورة زوجته أم سلمة يوم الحديبية حينما أشارت عليه بأن يحلق رأسه، ويذبح هديه حتى يقتدي به الناس، كما استشار في حادثة الإفك علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.