من هم أهل الأعراف

من هم أهل الأعراف

سُمّيت سورةٌ في القرآن الكريم باسم مجموعة أو فئة من أشخاص يتواجدون يوم القيامة وهم أهل الأعراف، قال تعالى (وبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ )، والأعراف هي من عرف وهو الشّيء البارز المرتفع فيقال عرف الدّيك أي ما ارتفع فوق رأسه، وقيل أنّ كلمة الأعراف أصلها من المعرفة حيث يعرف هؤلاء النّاس أهل الجنّة بسيماهم حيث الوجوه البيضاء المنيرة، كما ويُعرف أهل النّار بوجوههم السّوداء التي ترهقها قترة، وقيل الأعراف هو السّور الذي يقف عليه هؤلاء النّاس والذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث قال تعالى (فَضُرِبَ بَيْنهمْ بِسُورٍ لَهُ بَاب بَاطِنه فِيهِ الرَّحْمَة وَظَاهِره مِنْ قِبَله الْعَذَاب )، وهو الحاجز أو الحجاب الذي يكون بين أهل الجنّة وأهل النّار فيمنع أهل النّار من دخول الجنّة، أمّا سبب حالهم هذا ولماذا وضِعوا على الأعراف فإنّ للعلماء في ذلك أقوال نذكر منها:

يرى العلماء أنّ أهل الأعراف هم النّاس الذين استَوت حسناتهم مع سيئاتهم، فضعفت حسناتهم فحالت بينهم وبين دخول الجنّة، ولم تُبلغهم سيئاتهم النّار، وكما نعلم بأنّ الله تعالى يضع الموازين القسط يوم القيامة فلا يظلم النّاس شيئًا فمن تفوّقت حسناته على سيئاته دخل الجنّة، ومن تفوّقت سيئاته على حسناته دخل النّار، أمّا أهل الأعراف فبقوا كذلك واقفين منتظرين رحمة الله تعالى وهم في أنفسهم يطمعون أن يدخلهم الله تعالى الجنّة برحمته، وخاصّةً عندما يوجّهون أبصارهم تلقاء أهل الجنّة حيث يرون النّعيم والحبور فيأملون رحمة الله تعالى وكرمه.

وهناك من العلماء الذين يرون أنّ أهل الأعراف هم من خرجوا للجهاد في سبيل الله تعالى بدون إذن آبائهم، فهم لا يدخلون الجنّة بسبب معصية آبائهم، وفي نفس الوقت لا يدخلون النّار بسبب أنّهم خرجوا للجهاد وهو فريضة كبرى وذروة سنام الإسلام.

وتلك هي الآراء التي وردت عن العلماء في بيان سبب وقوف أهل الأعراف في هذا الموقف، والرّاجح من الأقوال أنّهم من استوت حسناتهم وسيئاتهم، أمّا مصيرهم النّهائي فعلى الرّاجح ومن استنتاج العلماء واستدلالهم أنّ الله تعالى يدخلهم الجنّة في نهاية المطاف ذلك لأنّ الله تعالى قد ذكر طمعهم في ذلك، وحيث إنّ رحمته تعالى تشمل أُناس يعذّبون في النّار ثمّ يخرجون منها ليدخلوا الجنّة، فأهل الأعراف هم بلا شك أولى برحمة الله تعالى وفضله، والله تعالى أعلم.

المقالات المتعلقة بمن هم أهل الأعراف