من بنى مدينة فاس

من بنى مدينة فاس

مدينة فاس

تقع مدينة فاس المغربيّة في الجزء الشمالي من وسط البلاد، وتعد منطقة سهليّة تقع بدءاً من السواحل المغربيّة المشرفة على المحيط الأطلسي وصولاً إلى وسطه، ويقيم فيها أكثر من 1.9 مليون نسمة، وهي بذلك المدينة المغربية الثانية من حيث السكان، ويعود تاريخ تأسيسها إلى الرابع من شهر يناير سنة 808م، ويعود الفضل في بنائها للحاكم الإدريسي إدريس الثاني.

تتأثر المدينة بالمناخ القاري، إذ يكون صيفها حاراً، تصل درجة الحرارة فيها إلى 45 درجة، أما شتاؤها فيكون قارس البرودة، وتسّجل هطولاً مطريّاً بنسبة أعلى في شهر نوفمبر حيث تبلغ 101 مم سنويّاً.

إدريس الثاني باني مدينة فاس

هو الحاكم الثاني في إمارة الأدارسة، وهو إدريس الأزهر بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل، ولد في الرابع عشر من شهر أكتوبر سنة 739م في مدينة فاس المغربيّة، تولّى مولاي راشد أمر تنشئة إدريس الثاني، فأصبح بفضل تربيته السليمة متعمقاً بالفقه والسنة، عاش مفرِّقاً ما بين الحلال والحرام، وحرص مولاي راشد على الاهتمام بتعريفه بأمور العلوم الدينيّة واللغة العربية نظراً لترشّحه لمنصب الإمامة في وقته، وتلقى أولى مراحل تعليمه في عمر الثماني سنين فحفظ القرآن الكريم، وتعلّم النحو والسُنّة والحديث والفقه وأمثال العرب.

اتصف إدريس الثاني بالشجاعة والكرم، وذُكر في إحدى المعارك بأنّه كان يهاجم عدوه من كل جانب، وألحق خسائر في عدد كبير من جيوش العدو، وكان له من الأبناء اثنا عشر من الذكور، وبقي إدريس الثاني تحت وصاية مولاه راشد حتى توفي الأخير اغتيالاً سنة 188هـ، وانتقل بعدها إلى وصاية أبي خالد يزيد بن إلياس العبدي، وفي الأول من شهر ربيع الأول من سنة 188هـ الموافق السادس عشر من شهر فبراير من سنة 804م أجمعت قبائل الأمازيغ عليه وبايعته وكان حينها لم يتجاوز عمر الأحد عشر عاماً وخمسة أشهر، ولكنه استلم الإمامة فعلياً في سنة 190 للهجرة.

واتسمت بلاده بالصمود والأمان والازدهار، فأصحبت بفضل سمعتها النّدية محط أنظار المهاجرين من الأندلس وأفريقيا، وترك توافد المهاجرين إلى وليلي أثاراً عديدة فيها التي تمثلت بامتزاج اللغة العربيّة باللغة الأمازيغيّة، وارتفاع عدد السكان بشكل كبير في المدينة الأمر الذي دفع بإدريس الثاني إلى نقل عاصمة بلاده إلى مدينة فاس.

وفاة إدريس الثاني

توفي إدريس الثاني في التاسع والعشرين من شهر أغسطس من سنة 828 ميلادي، المصادف للثاني عشر من شهر جمادى الآخرة سنة 213م، وكان حينها عمره لا يتجاوز الست وثلاثين سنة، ويعزى سبب الوفاة إلى شرقه خلال تناول حبة عنب ويُقال إنّها كانت مسمومة.

المقالات المتعلقة بمن بنى مدينة فاس