قطز هو محمود بن ممدود بن خوارزم شاه ( الملك المظفر سيف الدين قطز ) ، وهو من أصل مملوكي وهو من أبرز ملوك المماليك ، برغم قصر فترة حكمه التي لم تتجاوز العام، قطز وتعني ( الكلب الشرس ) بلغة التتار ، قام التتار بإطلاق هذا الإسم على قطز لمقاومته الشرسة لهم أثناء اختطافه بالرغم من أنه تم خطفه وهو طفل مع مجموعة من الأطفال الآخرين ليتم حملهم إلى دمشق وبيعهم فيها .
كان والده قائداً لجيوش المملكة الخوارزمية ، وجده ملكاً لخوارزم وبعد موت الجد استلم خاله الحكم ، واشتدت الحروب مع التتار في ذلك الوقت ، وأدت الحروب إلى خطف قطز على ايدي التتار وبيعه في دمشق في سوقٍ للعبيد ، وتم بيع قطز عدة مرات حتى انتهى به المطاف إلى ( عز الدين أيبك ) أحد أمراء المماليك الأيوبيين في مصر ، وأصبح بعد تدرجه في المناصب قائدا لجيوش أيبك عند تولي الأخير الحكم إلى جانب شجرة الدر ، ومن ثم قام بتعيينه نائباً لأيبك في السلطنة ، وبعد مقتل أيبك تولى الحكم الطفل ( المنصور نور الدين علي بن عز الدين أيبك ) ، حيث تولى قطز الوصاية على الملك الصغير .
أدى تولي المنصور للحكم إلى حدوث الكثير من الإضطرابات في مصر والعالم الإسلامي ، كان يقود تلك الاضطرابات ( سنجر الحلبي ) وهو أحد المماليك البحرية والذي كان يطمع بتولي الحكم بعد مقتل أيبك ، فقام قطز بأسره وقام بالقيض على رؤوس الثورات وأسرهم ، الأمر الذي أدى إلى هروب ما تبقى من مماليك البحرية إلى دمشق ، وقاموا بتحريض الأمراء الأيوبيين لغزو مصر ، واستجاب بعض هؤلاء الأمراء لتلك التحريضات ومنهم أمير الكرك ( مغيث الدين عمر ) ، الذي زحف بجيشه متوجها إلى مصر لغزوها ، فلاقاه قطز عند مدخل مصر وقام بصده .
كان الحكم الفعلي لمصر بإدارة قطز ، فرأى الأخير بأن جلوس طفلٍ على عرش البلاد يضعف هيبتها، وخاصةً بعد سقوط بغداد في أيدي المغول ، فقام بإصدار قراره بعزل السلطان ، واعتلاء العرش ليصبح الحاكم الفعلي للبلاد ، وأخذ يعد العدة للقاء التتار وقائدهم هولاكو ، وقام بتوحيد هدف المماليك وصب اهتمامهم للقاء التتار والقضاء عليهم ، وقام بحل الازمة الاقتصادية التي حلت في مصر ، وفرض الضرائب على الناس لدعم الجيش استعدادا لمواجهة زحف التتار الذي كان يقترب منهم شيئاً فشيئاً ، وفي اللقاء الحاسم مع التتار اظهر التتار تفوقهم في بداية الأمر على جيش قطز ، فلما رأى السلطان قطز هذا الأمر نزل إلى ساحة المعركة بنفسه لتثبيت جيشه ، فقتل فرسه التي كان يمتطيها فترجل عنها مدافعا مقاتلاً وهو يسير على قدميه ، حتى اوتي بفرس واستمر بالقتال حتى انتهت المعركة عندما أجهز القائد ( الظاهر بيبرس ) على هولاكو وقام بفصل عنقه عن رأسه ، فوضع المسلمين حداً لهذا الزحف التتري الغاشم على أعتاب مصر في معركة ( عين جالوت ) .
أما عن وفاته ، فهي كانت على يد ( الظاهر بيبرس ) ، اختلف المؤرخون في السبب الذي أدى إلى اقدام الظاهر بيبرس على قتل قطز ، فمنهم من قال بأنه نشب خلاف بينهم وكان قطز يريد الإجهاز على بيبرس ، فباغته الأخير بطعنةٍ أدت إلى انهاء حياته ، وآخرون ذكروا بأن المماليك قد دبروا مؤامرة لقطز وأشعلوا نيران الحقد والكره في قلب بيبرس ليقوم بالإجهاز عليه أثناء عودتهم من الحرب مع التتار ، وتبقى الحقيقة غامضة حتى يومنا هذا ، وبالرغم من هذا فإن لكلا الملكين قطز ومن بعده الظاهر بيبرس الأثر الكبير في علو شأن البلاد ، وتحقيق الكثير من الإنتصارات على الغزاة . ولن أرجح أي أمر على حساب الآخر فكلا القائدين يشهد التاريخ بعظمتهما .
المقالات المتعلقة بكيف مات قطز