القمر أو بالإنجليزية Moon هو الأقرب إلى سطح الكرة الأرضية، والذي زاره الإنسان للمرة الأولى عام 1969م، ويطل علينا بأشكال مختلفة فقد يكون قرصاً كاملاً يسمى بدراً، وقد يكون نصف قوس ويسمى هلالاً، وقد يختفي كلياً فيكون محاقاً، وظلّ علماء الفلك في حيرة من أمرهم حول حقيقة أنّ القمر جسم مضيء أو مضاء، لذا سنتحدث عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل في هذا المقال.
من أين ياتي ضوء القمراستدل العلماء بعد سنين طويلة على أنّ القمر جسم بارد معتم يستمد ضوءه من الشمس، كما أكدوا على أنّ حجم القمر وشكله ثابت لا يتغير، أما السبب وراء رؤيته كاملاً أو نصف دائرة يعود إلى ترتيب كلّ من الأرض والشمس والقمر، فتضاء أجزاء مختلفة منه في كلّ مرة، بما يخيل للناظر أن حجمه يتغير، ولأنّه أقرب الكواكب إلى الأرض يبدو أكبر حجماً من النجوم، وبنفس حجم الشمس تقريباً، لكن في الحقيقة لو شوهد القمر بجوار الكرة الأرضية لكان أشبه بكرة تنس الطاول مقارنة مع كرة القدم.
ضوء القمر في القرآن الكريمكان يمكن للعلماء أن يستدلوا على هذه النظرية العلمية لو فهموا البلاغة اللغوية في القرآن الكريم بشكل دقيق، فقد قال تعالي: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس: 5]، وفي موضع آخر قال تعالى: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً) [نوح: 16]، وهذا تشبيه علميّ دقيق يُظهر نوعاً من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فقدر عبر الله عن الضوء الصادر عن القمر بلفظ نور، وأما الشمس فقد عبر عنها بلفظ السراج، ونكرر القول إنّ هذا تشبيه علمي غاية في الدقة، ووجه الشبيه بين الشمس والسراج هو الاحتراق وتوليد الحرارة والضوء، فالشمس تحرق الهيدروجين وتدمجه بشكل نووي فتمدنا والسراج يحرق الزيت فيولّد الضوء والحرارة، أما القمر فهو يشبه المرآة أي أنّه يعكس الأشعة الساقطة عليه فيرد جزءاً منها إلى سطح الكرة الأرضية بشكل متعاقب على مدار الشهر.
استثمار ضوء القمرخلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون وأحسن صنعه غايةً في الدقة والابداع، فجعل المسافة بين الكرة الأرضية والقمر مناسبة جداً، فمثلاً لو كان القمر أبعد مما هو عليه الآن أو أصغر قليلاً لن يصل ضوؤه إلينا، ولو كان أقرب مما هو عليه الآن أو كان حجمه أكبر قليلاً لكانت كمية الضوء الواصلة إلينا كبيرة جداً مما يعكر صفو الليل، فلا يغدو مناسباً للنوم، والسكن، والراحة.
لُخصَ عالم الفيزياء كريسويل إلى إمكانية استثمار الطاقة الصادرة عن القمر في القرن الوااحد والعشرين وتحويلها إلى كهرباء، وذلك بعد أن يتم تجميعها عبر رادارات خاصة.
المقالات المتعلقة بمن أين يأتي ضوء القمر