تُعدّ حياة النبي صلى الله عليه وسلم بكلّ ما فيها من دروسٍ وعبر من الأمور الأساسيّة التي يجب دراستها في الدين الإسلامي، لذلك أفرد المؤلفون كتباً ومجلّداتٍ تتحدث عن جوانب حياته المختلفة عليه الصلاة والسلام؛ فهو قدوة المسلمين ومثلهم الأعلى في تطبيق أمور دينهم. كانت حياته كلّها في طاعة الله تعالى، حتى استحق بذلك منزلة الوسيلة؛ وهي أقرب منزلةٍ من الله يوم القيامة، كما استحقّ أن يكون حبيبه ومصطفاه.
مقتطفات من حياة الرسولوُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، حيث وضعته آمنة بنت وهب، وكان والده عبد الله بن عبد المطلب قد توفّي قبل ولادته، وكعادة العرب تم إرساله مع المرضعة حليمة السعدية إلى البادية، وبعد مرور بضع سنين من عمره توفيت والدته، ثم كفله جده عبد المطلب ورعاه، وفي الثامنة من عمره توفّي جده، فضمه أبو طالب إلى أولاده ورعاه، وبعد مدةٍ عمل في رعاية الأغنام، ثم بدأ عمه يأخذه معه في تجارته، فانتشر بين الناس صدقه وأمانته وربحه في التجارة.
الزواجتزوّج من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عندما بلغ سِنّه الخامسة والعشرين، فأنجبت له البنين والبنات، وبعد وفاتها تزوج بعدة نساءٍ هن: سودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكرٍ الصديق، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وزينب بنت خزيمة، وجويرية بنت الحارث، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وصفية بنت حيي، وميمونة بنت الحارث، ومارية القبطية.
البعثةجاء جبريل عليه السلام إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بينما كان يتعبّد في غار حراء، فقرأ عليه سورة العلق، وكانت هذه بداية البعثة النبوية، ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة يرتجف، فهوّنت عليه وأخبرته أن الله لن يخذله، فكانت نعم العون والسند له في دعوته ونشر رسالته.
الدعوةبدأت الدعوة بشكلٍ سرّي، فآمنت به زوجته خديجة رضي الله عنها، وصاحبه الصدّيق أبو بكرٍ رضي الله عنه، وبعض أهله وأقاربه والصحب الكرام، ثم جهر بالدعوة أمام الملأ أجمعين، فبدأ الكفار والمشركون بتعذيب المسلمين والتنكيل بهم لصدهم عن الدين وإرجاعهم عنه، فما كان من المسلمين إلا أن تحمّلوا العذاب في سبيل الله وناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودافعوا عنه، وعند بلوغ الأذى مَبلغاً عظيماً أذِن الله لنبيّه الكريم بالهِجرة للمدينة المنورة.
الغزواتجهّز رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيوش لمُقاتلة أعداء الدين، وقاد بَعضها وكان في مُقدّمتها لشجاعته، وقيل إنّها بَلغت سبعاً وعشرين غزوة وهي: غزوة ودان وهي غزوة الأبواء، ثم غزوة بواط، ثم غزوة العشيرة، ثم غزوة بدر الأولى، ثمّ غزوة بدر الكبرى، ثمّ غزوة بني سليم، ثم غزوة السويق، ثم غزوة غطفان، ثمّ غزوة بحران، ثمّ غزوة أحد، ثمّ غزوة حمراء الأسد، ثمّ غزوة بني النضير، ثمّ غزوة ذات الرقاع، ثُمّ غزوة بدر الآخرة، ثمّ غزوة دومة الجندل، ثمّ غزوة الخندق، ثم غزوة بني قريظة، ثم غزوة بني لحيان من هذيل، ثمّ غزوة ذي قرد، ثم غزوة بني المُصطلق من خزاعة، ثُمّ غزوة الحديبية والتي لم يحدث فيها القتال، ثُمّ غزوة خيبر، ثم غزوة القضاء، ثم غزوة الفتح، ثم غزوة حنين، ثم غزوة الطائف، ثم غزوة تبوك.
الوفاةمرض رسول الله مرضاً شديداً فاستأذن نساءَه في البقاء في حجرة عائشة رضي الله عنها، ولما اشتدّ عليه الكرب والوجع قالت السيّدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها: واكرب أبتاه، فقال لها عليه الصلاة والسلام: (ليس على أبيك كرب بعد اليوم) [صحيح البخاري]، ثمّ تُوفّي في عمرِ الثالثة والستين، بعد أن أدّى الأمانة وبلغ الرسالة.
المقالات المتعلقة بمقتطفات من حياة الرسول