دروس مستفادة من غزوة الخندق

دروس مستفادة من غزوة الخندق


غزوة الخندق

تعتبر غزوة الخندق من أشهر الغزوات والمعارك الإسلامية على الإطلاق، والتي حدثت في السنة الخامسة للهجرة بعدما فرغ المسلمون من يهود بني النضير وأجلوهم عن ديارهم بسبب نكثهم لعهودهم مع المسلمين، فأضمرت يهود بعد ذلك في أنفسها نية الانتقام من المسلمين فحرضت قبائل العرب على تشكيل جيش موحد لحصار المسلمين، حيث كانت غزوة الخندق التي انجلى غبارها عن نصر المسلمين.

 

دروس مستفادة من غزوة الخندق

  • التأكيد على أهمية التشاور بين المسلمين، فبعد أن علم النبي عليه الصلاة والسلام باجتماع جيوش الأحزاب من أجل محاصرة المسلمين في المدينة المنورة استشار الصحابة في ذلك امتثالاً لقوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ ) [آل عمران: 159]، فأشار عليه الصحابي الجليل سلمان الفارسي أن يحفروا خندقاً حول المدينة لحمايتها، واستحسن النبي والمسلمون هذه المشورة، ثمّ شرعوا في حفر الخندق تشحذهم بشارات النبي عليه الصلاة والسلام بالنصر والتمكين لهذا الدين.
  • النصر يأتي مع الصبر، كما يأتي نور الصباح بعد ساعات الليل البهيم، فقد صبر المسلمون يوم الأحزاب مع صعوبة الموقف، وهول الحدث، فكانت نتيجة صبرهم وصدقهم مع الله أنّ من الله تعالى عليهم بالنصر المبين المؤزر.
  • لله جنود قد يراهم المسلمون وقد لا يروهم، يؤيدون معسكر المسلمين في قتالهم ضد أعدائهم، فأرسل الله يوم بدر الملائكة لتقاتل مع المسلمين، وفي الأحزاب أرسل الله تعالى جنوداً منها الريح التي أتت على معسكر جيوش الأحزاب، فاقتلعت خيامهم، وكفأت أوانيهم وقدورهم، ودبت الرعب في قلوبهم، فارتحلوا هاربين لا يلوون على شيء، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [الأحزاب: 9].
  • المحن والشدائد تكشف معادن الرجال، وتظهر صدق إيمانهم، وتميز الخبيث من الطيب، فأبانت غزوة الخندق بشكل كبير عن نفوس الناس، فكانوا فيها فريقين، فريق مؤمن صابر محتسب صدق عهده مع الله، وأدرك يقيناً عندما رأى جموع الأحزاب أنّها موعود الله وأمره، فسلم لذلك وازداد إيمانه ويقينه، وفريق آخر هو فريق المنافقين الذي بدأ بإظهار نواياه الخبيثة، فمنهم من لمز في كلام النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان يبشر المسلمين ويعدهم بفتح فارس، والحصول على كنوز كسرى، وآخرون بدأوا في التفكير في الهروب من المعركة بحجج واهية، وذرائع فاسدة كالذين استأذنوا في مغادرة الجيش بحجة أنّ بيوتهم عورة وما يريدون إلا فراراً.

 

المقالات المتعلقة بدروس مستفادة من غزوة الخندق