المعلم والنهضة يعتبر المعلم ركناً أساسيّاً في أيّ مجتمعٍ يسعى نحو الرفعة، والنهضة؛ إذ يلعب المعلم أدواراً هامة، وحسّاسة في تنشئة الأجيال الجديدة، والأخذ بيدها نحو مسالك العظماء، والنأي بها عن شتى أنواع الانحرافات.
إن إدراك قيمة المعلم تعتبر من أهمّ الخطوات التي تجعله متفانياً في عمله إلى أبعد درجةٍ ممكنةٍ، إلى جانب ذلك، فإنّ تنشئة الأجيال على احترام المعلم، وما يقوم به من أدوارٍ، ومنحه حقوقه كاملةً غير منقوصة، هو سبيلُ بناء حضارةٍ حقيقيةٍ، أخلاقيةٍ بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى. وفي هذا المقال سنذكر بعض أبرز الأدوار، والمهام التي يضطلع بها المعلمون خلال تأديتهم لواجباتهم.
أدوار المعلم - القدوة لطلابه، وهذا الدور نابعٌ أساساً من نظرة الاحترام التي ينظر بها الطلاب إلى معلمهم، ومن هنا فإنّ كل أفعال المُعلم، وأقواله تكون محسوبةً عليه، ووقوع المعلم في أيّ خطأ تربويّ أمام تلاميذه سيترك بلا أدنى شكّ آثاراً سلبيةً لا تُحمَد عقباها.
- بثّ القيم الفاضلة بين التلاميذ، ويكون ذلك من خلال اتباع الأساليب التربوية الفعالة، والقادرة على استخراج أفضل ما فيهم، ويمكن في هذا الصدد لأيّ معلم التعمُّق في سِير الأنبياء، والصحابة، وعظماء الإنسانية الذين تبعتهم أعدادٌ غفيرةٌ من الناس، والذين استطاعوا بناء أجيالٍ أخلاقيةٍ، سامية نهضت بمجتمعاتها، وبلدانها.
- مراعاة ظروف التلاميذ، وتلبية احتياجاتهم النفسيّة قدر المستطاع، فالتلاميذ ليسوا كلُّهم سواء، ولم يأتوا من البيئة ذاتها، ومن هنا فإنّه ينبغي على المعلم التعرّف على تلاميذه، والاعتناء بهم، ومراعاة مشروطياتهم، وعدم جرح مشاعرهم باتباع الأساليب المُهينة التي أكل عليها الدهر، وشرب.
- جعل التلاميذ قادرين على تقبُّل المادة الدراسية، وذلك من خلال اتباع الأساليب التدريسيّة الحديثة، التي تجعل من المنهاج الدراسيّ أمراً في غاية الروعة، والتي تمتلك القدرة على زيادة تفاعل التلاميذ مع ما يُعرض عليهم من معلومات.
- التفاعل مع أولياء أمور التلاميذ، والتعرّف من خلالهم على شخصيات أبنائهم سعياً منه إلى تطوير الأساليب التي تمكّنه من تطويرهم، وبنائهم بالشكلين: الأمثل، والمطلوب.
- تعميق اتصال التلاميذ بدينهم، ووطنهم، وماضيهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وتفعيل الرقابة الذاتيّة لديهم، فكلّ هذا يعتبر من أهمّ متطلبات بناء الأمم الحضاريّة العظيمة.
- دفع التلاميذ إلى التعرّف على مواهبهم، وإبداعاتهم، ومواطن تميّزهم، وجعلهم قادرين على تنميتها، واستغلالها لتحقيق الأفضل لهم على المدى البعيد.
- بثّ روح الجماعة لدى التلاميذ، وتعزيز ارتباطهم ببعضهم البعض، وإدماجهم في مجتمعاتهم، وتفعيل دورهم الإيجابيّ في خدمتها.
- تمهيد الطريق أمام التلاميذ، ليكونوا قادرين على التعامل مع القوانين، والأنظمة، والتعليمات المطبقة في مجتمعاتهم.