يعتبر التخطيط من الأدوات الاستراتيجية الحديثة وإحدى الأنشطة الإدارية العصرية المنبثقة عن حقل الإدارة الاستراتيجية التي تشمل كافة ميادين العمل، سواء الاجتماعيّة، أم الاقتصاديّة، أم السياسيّة، أم الأكاديميّة والتربويّة، بحيث يُعدّ هذا النشاط مسؤولاً بصورة مباشرة عن وضع الأهداف المُراد تحقيقها في المنظمة، وتحديد السُبل الكفيلة بتحقيقها عن طريق إجراء دراسة تحليلية معمقة لكلّ من البيئة الداخلية في المنظمة، وتحديد نقاط القوة والضعف، والبيئة الخارجية التي تؤثر بشكل مباشر في المنظمة، حيث تتأثر وتؤثر بها، ويحدد هذا النشاط الفرص التي يجب اقتناصها، والتهديدات المتوقعة والتي يجب أخذ التدابير اللازمة للتصدي لها.
إنّ التخطيط بشكل عام يُعدّ أداة حتمية نحو العمل المنتظم، لذلك نجده حاضراً في كافة المؤسسات العصرية التي تحترم التطور والتقدم، وتسعى جاهدة إلى الانتقال من واقع إلى واقع أفضل منه، بما في ذلك المؤسسات التربوية، التي تحتاج إلى هذا العنصر بصورة استثنائية، كونه أساساً لتنظيم عملية التدريس في كافة المراحل التعليمية، ونظراً لأهميته اخترنا أن نستعرض أبرز المفاهيم التي تُشير إليه بدقة في هذا المقال.
مفهوم التخطيط للتدريسيُعدّ تخطيط التدريس من فروع نشاط التخطيط التربوي الكُلي للمنظمة التربوية، حيث يُعنى بشكل خاص في تحقيق الاستغلال الأمثل للعنصر البشري، ويهتم بهذا العنصر كأحد الموارد الرئيسية التي تخدم الأهداف المحددة مسبقاً، كونه المسؤول بصورة مباشرة عن تشغيل العناصر الأخرى وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المختلفة، حيث تمر هذه العملية بجُملة من المراحل المنتظمة والمتسلسلة تضع فيها خطة واضحة ومتينة لدراسة وضع التدريس من كافة الجوانب، أي أنّه من أبرز المناهج الإستراتيجية التي تضع الخطط السنوية بناءً على الأهداف التربوية، وتصوغ الخطط الشهرية والأسبوعية، وتحضر مُسبقاً للتدريس قبل عقد الحصص والمحاضرات، وتُحيط بكافة المعلومات الموجودة في المناهج، وتستخدم الأساليب المناسبة لإيصال المعلومة للطلبة.
أهداف التخطيط للتدريسيهدف هذا المنهج الإستراتيجي إلى تحقيق جُملة من الأهداف التربوية الرئيسية والفرعية، والتي يتمثّل أبرزها فيما يأتي:
المقالات المتعلقة بمفهوم التخطيط للتدريس