القلق يُعدّ القلق واحداً من أبرز المشكلات العصبيّة والفسيولوجيّة التي تعاني منها فئة لا محدودة من الأشخاص حول العالم، حيث يؤثر بصورة سلبية على الحالة النفسيّة، ويقتل الدافعية نحو القيام بأنشطة الحياء اليوميّة، ويستنزف الطاقات ويلحق ضرراً كبيراً بالصحّة، ويُعكّر صفو الحياة.
أسباب القلق
ينتج القلق عن جُملة من العوامل، مثل: الضغوطات الحياتيّة اليوميّة المختلفة، سواء العلاقات، أو المسؤوليّات الاجتماعية، أو الالتزامات المادية المختلفة، أو المشاكل المهنية والأسرية، وغيرها من الظروف الحياتية الطبيعيّة، أو غير الطبيعيّة مثل الحروب وحالات عدم الاستقرار السياسيّ والأمنيّ والعيش تحت التهديد، كما تختلف درجات القلق فهناك القلق الطبيعي أو البسيط، الذي سرعان ما يختفي بعد لحظات أو بمجرد اختفاء المُسبّبات، والقلق المستمرّ الذي ينتج عن العيش في ظروف غير مناسبة، ويُعدّ الأكثر خطورة من غيره، وفيما يلي سنسلط الضوء بصورة أكبر على مفهوم القلق.
تعريفات القلق
- يُعبر مفهوم القلق عن واحدة من أكثر المُشكلات الفسيولوجية انتشاراً وشيوعاً بين الناس في مختلف مراحلهم العُمرية، وتنتج هذه المُشكلة عن تضافر جُملة من العناصر الجسدية والسلوكية وكذلك الإدراكية، تتسبب في حالة من عدم الاستقرار، يرافقها شعور بالخوف والارتباك وعدم التوازن، وينتج عنها ردود فعل غير منطقية مثل الحركات السريعة، والتعرّق، والاحمرار، والارتجاف وغيرها.
- حالة مزاجية تصيب الأشخاص عند التعرّض للمثيرات المُختلفة المُسبّبة لها، ويرافقها تشنّج عضلي وضعف في التفكير وحالة من الإرهاق والتعب والصداع والعصبية، وتنتج عن وجود تهديدات مختلفة أو حالات غير طبيعيّة يتعرّض لها الإنسان لفترات قصيرة أو طويلة الأمد، وتختلف حدتها تبعاً لاختلاف هذه الفترات.
- مُشكلة نفسيّة تؤدي إلى عدم اتزان في الإدراك وفي عمل الجهاز العصبي، تظهر على عدّة أشكال منها ما هو وجودي، أي ناتج عن التفكير بالحياة والموت، ومنها ما هو عرضي، أي ينتج عن تعرّض الإنسان للمواقف اللحظية المختلفة، مثل رهبة التحدث أمام الجماهير، أو رهبة الناتج عن خوض التجارب الجديدة أو الاختبارات، ومنها ما يرتبط بصورة مباشرة بأحد طبائع الإنسان وصفاته، حيث يعاني بعض الأشخاص من توتر وقلق دائم اتجاه أبسط المواقف وأكبرها.
- حالة من عدم الاستقرار النفسي، تنتج عن تعرض الشخص لمواقف غير مرغوبة، ويصاحبها في العادة جُملة من الأعراض التي تُشير بالإصابة فيها، مثل الغضب وفقدان الشهية، والعزلة، وترافق العديد من الحالات المرضيّة النفسيّة والعقلية من مثل الاكتئاب الشديد، أو أحادي القطب، و كذلك الاكتئاب ثنائي القطب، وأبرز طرق التخلص من هذه المُشكلة هي تغيير كافة أنماط الحياة للأفضل، والتخلص من عوامل الحالة، أو اللجوء إلى العلاج النفسي، وتناول الأدوية المهدئة.